قدمت بعض القوائم الانتخابية بغرداية ملصقات إشهارية لمرشحيها، تتضمن سيدات بلا صور أو بوجوه مخفية، فيما تحاشت قوائم انتخابية أخرى الإشارة إلى هوية مرشحاتها للانتخابات من السيدات. تجاهل المرشحون للانتخابات التشريعية بغرداية التمثيل السياسي للمرأة، وبالنسبة لهؤلاء فإن الانتخابات شأن سياسي يعني الرجال. وقد دفعت هذه القناعة عددا من القوائم الانتخابية إلى عدم التعريف بمرشحاتها للانتخابات التشريعية، فنشرت قوائم انتخابية ملصقاتها الإعلانية دون وجود أية إشارة إلى مرشحاتها الإناث، وقدمت قوائم انتخابية أخرى صورا وهويات مرشحيها في ملصقات إعلانية تخفي صور السيدات المرشحات. ورغم أن كل السيدات المرشحات للانتخابات التشريعية بغرداية محجبات، وظهرن بصور تشير إلى أقصى درجات الوقار، فإن العرف الاجتماعي لدى بعض القوائم الانتخابية أقوى من قانون ترقية التمثيل السياسي للمرأة. ويقول المتصدر الثاني لقائمة جبهة القوى الاشتراكية بغرداية، التي عارضت منذ البداية قانون التمثيل السياسي للمرأة، إن ''هذا يعبر عن احترامنا للمرأة التي نرفض أن تنشر صورها في كل مكان، وفي حالة فوز مرشحينا بعضوية البرلمان فإنهم سيعملون بكل قوة لإلغاء هذا القانون. وقد طالبت السيدات المرشحات بعدم نشر صورهن في الملصقات الإعلانية وقد احترمنا رغباتهن''. وعبرت جمعيات نسائية عن رفضها للطريقة التي يتعامل بها المرشحون للانتخابات التشريعية مع المرأة. وقالت السيدة حوال جميلة، ناشطة في عدة جمعيات وطنية نسائية وعضوة الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق المرأة، إن بعض المرشحين ''يستغلون المرأة في عملية تزوير منهجية''، ويقول أحد المترشحين: ''نحن فخورون بموجود سيدات ضمن قوائمنا، وقد تعمدنا نشر صور السيدات المرشحات معنا للتأكيد بأن ترشحهن جاء عن قناعة''. وقال عضو مكتب محافظة حزب جبهة التحرير الوطني إن الأفالان يساند بقوة ترشح السيدات بغرداية ويراهن بقوة على فوز أول سيدة من الجنوب بمقعد ضمن البرلمان القادم. أما بالنسبة للقائمة الحرة ''التأصيل''، فيؤكد متصدرها دهان محمد بأن للمرأة ''دورا محوريا في الانتخابات، وهو ما تعول عليه هذه القائمة لتأكيد مشاركة المرأة في الجنوب الكبير في العملية السياسية، وقبل كل شيء تدريب المرأة وتكوينها على العمل السياسي''.