برلماني مصري ل''الخبر'': حازم أبو إسماعيل أرسل أسلحة لأنصاره في العباسية تحول محيط وزارة الدفاع المصرية بمنطقة العباسية وسط القاهرة أمس، إلى ساحة للكر والفر بين المتظاهرين والشرطة العسكرية، التي ألقت عليهم بوابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع، وفتحت عليهم خراطيم المياه لتفرقتهم، فيما يصر الثوار على مواصلة الاعتصام إلى حين رحيل المجلس العسكري. سقط عشرات الجرحى أمس، في جمعة ملتهبة جدا، ومشاهد تكاد تكرر نفسها وسط مناخ سياسي مضطرب ينتظر انتخابات رئاسية غير عادية، استقبل ميدان التحرير آلاف المتظاهرين من مختلف الحركات والأحزاب السياسية والثورية، بعد صلاة الجمعة، وتوجهوا إلى مقر وزارة الدفاع. وغاب عن المشهد حزب النور السلفي والجماعة الإسلامية وحزب المصريين الأحرار، الذين أعلنوا رفضهم لمبدأ الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع، والمشاركة في مليونية ''الزحف الثوري''، على خلفية أحداث العباسية التي أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات، ما زاد من حدة توتر الأوضاع في الشارع المصري الغاضب من إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع قامت قوات الجيش المسؤولة عن تأمين وزارة الدفاع، بتشغيل أشرطة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت التي وضعتها على إحدى السيارات التابعة لها. ولم يعد يقتصر المشهد على أنصار المرشح السلفي المستبعد حازم أبو إسماعيل، وحاول هؤلاء المتظاهرون اجتياز الأسلاك الشائكة التي نصبتها قوات الجيش والدخول إلى مقر الوزارة، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات وتبادل الطرفان الاتهامات حول من بادر بالهجوم أولا. وتراشق الطرفان بالحجارة، واستخدمت قوات الشرطة العسكرية القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، ومع إلقاء القنابل المسيلة للدموع ازداد حماس المتظاهرين، حيث استفزتهم أكثر، وقد اعتبروا أن العباسية هي استعادة لذكريات يوم 28 جانفي .2011 وفي السياق أكد المستشفى الميداني بمحيط وزارة الدفاع عن وقوع عشرات المصابين نتيجة الاختناق بالغاز، وأن معظم الإصابات كانت في الرأس. ومن جهته، حمَل محمد عبد العزيز منسق الشباب بحركة كفاية، المجلس العسكري مسؤولية هذه الأحداث الدامية. ومن جانبه، اتهم عضو مجلس الشعب المصري البدري فرغلي، أنصار حازم أبوإسماعيل المرشح السلفي المستبعد من الرئاسيات، بافتعال هذه الأزمة بين المجلس العسكري والشعب، قائلا ''يجب على أبو إسماعيل أن يصدر بيانا يطلب فيه من أنصاره العودة إلى ميدان التحرير، باعتباره ''ميدان الثورة المصرية''، لأن الثورة ليست فريسة، وما يحدث اليوم بعيد كل البعد عن مبادئ ثورتنا المجيدة، كما أن أبوإسماعيل أرسل سيارة مليئة بالأسلحة لأنصاره بالعباسية، وحرضهم على حرق مقر الوزارة، في خطة إجرامية بكل المقاييس، لا ندري لمصلحة من؟''.