ما هو تعليقك على قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، والقاضي بوقف جميع أعمالها والإجراءات الخاصة بالاستعدادات للعملية الانتخابية، بسبب ما أسمته التطاول عليها من البرلمان؟ - لا أعتقد بأن تعليق اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة لأشغالها، له علاقة بالتعديلات على قانون مراقبة الانتخابات، وإنما احتجاجا على بعض الألفاظ التي وردت على ألسنة النواب، الذين شككوا في حيادية اللجنة ونزاهتها، وهو ما أشار إليه بيان اللجنة، حيث أكدت أنها لا تقبل المساس بالسلطة التشريعية، والتدخل في السلطة القضائية وتعمدهم لمساس بمصداقية ونزاهة القضاة، واعتبرته انتقاصا من صلاحيات لها مقررة فى إعلان دستوري، وهذا هو موضوع الخلاف، وبعدها أعرب رئيس مجلس الشعب الدكتور محمد سعد الكتاتني عن احترامه للقضاء، ولفت نظر النواب إلى عدم المساس بالسلطة التشريعية أو الإساءة إليها، وذلك من أجل احتواء الأزمة. وفي نفس الوقت يرى البعض أن الخلاف بين لجنة الانتخابات والبرلمان، أزمة مفتعلة، ما رأيك؟ - هذه وقائع حقيقية وليست مفتعلة، الأمر وما فيه أننا نعيش اليوم في جو تكتنفه الهواجس والشكوك، والحديث عن عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، والمقررة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وكذا التلاعب في نتيجة الانتخابات لصالح مرشحين بعينهم، وأصبحت كل أزمة تفسر على أنها تستهدف إلغاء الانتخابات أو تأجيلها، لكن الخلاف الدائر حاليا بين لجنة الانتخابات والبرلمان واضح، وقد أشارت إليه اللجنة في بيانها، وأعتقد بأنه سيتم حله خلال ال48 ساعة القادمة، وستستأنف اللجنة عملها بشكل طبيعي. وما هي قراءتك لأحداث العباسية؟ - هي جزء من المعركة الانتخابية، حيث بدأت باعتصام أنصار المرشح السلفي المستعبد حازم أبوإسماعيل بميدان التحرير لمدة أسبوعين، وحينما رأوا أن اعتصامهم لن يغير شيء في واقع الأمر، تصوروا أن اعتصامهم أمام مقر وزارة الدفاع بمنطقة العباسية سيؤدي إلى نتيجة أفضل، وسيعود مرشحهم إلى السباق الرئاسي، فكانت تلك الأحداث الدامية التي راح ضحيتها العشرات، وأعتقد بأن أنصار أبوإسماعيل مواصلون في تنفيذ تهديدهم، وعدم إجراء الانتخابات من دون مرشحهم، وفي نفس الوقت دفعت جماعة الإخوان المسلمين الشكوك حول نزاهة ومصداقية الانتخابات، تمهيدا لهزيمة مرشحهم المنتظرة في الرئاسيات، وذلك نظرا لضعفه مقارنة بمنافسيه. وهل تعتقد بأن المجلس العسكري ينوي تأجيل الانتخابات؟ - حتما لا، لأن هذا الكلام هو في الحقيقة أمنيات وهواجس لدى البعض، فهناك فريق من الثوار الذين ينتمون إلى الجناح المدني، ضد فكرة إجراء الانتخابات من الأساس، لأن فرصهم ضعيفة وجماهيرهم غير منظمة، ويدعون إلى تشكيل حكومة ثورية بدل من إجراء الانتخابات، وفريق آخر يخشى من عدم فوز مرشحهم، وأقصد هنا الإخوان الذين يمهدون لعدم فوز مرشحهم البديل، ويتحدثون عن التلاعب في سير العملية الانتخابية، وأعتقد بأن المجلس العسكري سيجري الانتخابات في موعدها، كما تفرز رئيسا ديمقراطيا يحقق أهداف الثورة، لأن البنية المصرية بها خلل لدى الجماهير التي تنحاز إلى التيار الديني.