كل من يعرف يوسف مزيان في عشرية الثمانينيات، يتذكر أنه ذلك المدافع الحرّ الأنيق، طويل القامة، ذو الارتقاء الجيد في الكرات العالية ويحسن جيدا اللعب بالرأس بالإضافة إلى تميّزه بحرارة لعبه الرجولي فوق البساط الأخضر، وهو من مواليد 16/08/1962 بالعاصمة. التقت ''الخبر'' يوسف مزيان الذي فتح صدره وعاد بذاكرته إلى ثلاثة عقود كاملة، ساردا مشواره الرياضي من خلال هذا الحوار. أول محطة كانت إتحاد الحراش يتذكر يوسف مزيان مغامرته مع كرة القدم ويعود إلى سنة 1974 عندما انضمّ إلى صنف أصاغر اتحاد الحراش، وقال ''لقد كنت ألعب كثيرا الكرة في ''الحومة'' بديار الجماعة بالحرّاش الذي يعتبر من الأحياء الشعبية والكثيرون من أبنائه ينشطون في مختلف الفرق، مما جعل كرة القدم من أولوية الأولويات داخل الحي وأصبح بالتالي يستهوي العديد من المدربين للفئات الصغرى لاستقطاب المواهب، فكنت من بين أحد الذين اختارهم أحد مسيري اتحاد الحراش، وقد تمكنت من الالتحاق بصفوف الأصاغر بعدما نجحت في عملية الانتقاء بملعب أول نوفمبر بالمحمدية''. تحوّلت للملاحة لأنني من عشاقها على غرار أبناء ديار الجماعة وعن الأسباب التي جعلت يوسف مزيان يغادر صفوف اتحاد الحراش ويتجه نحو الملاحة (نصر حسين داي)، قال ''ناهيك على أنني كنت من عشاق الملاحة، فإن أغلب شباب ديار الجماعة آنذاك كانوا من مناصريها، وفي أول فرصة أتيحت لي لم أتوان في الانضمام إلى صفوفها، وكان ذلك في 1979 مع صنف الأواسط تحت إشراف المدرب القدير مختار كلام''. كما يتذكر يوسف مزيان بأن أول لقاء والذي كان يعتبره حلما هو مشاركته الأولى مع الأكابر، عندما استدعاه المدرب الراحل عبد القادر بهمان ولعب في تيزي وزو أمام ''جمبوجات'' وتمكّن وزملاؤه من العودة بنتيجة التعادل من هناك. كما يعود بذاكرته ويقول ''لولا المثابرة والتفاني في العمل لما استطعت أن أجد لي مكانا كأساسي في صفوف فريق يضم مدافعين أمثال مرزقان، فندوز، زميتي، صفصافي، مكيداش وآخرين''. كما نوّه مزيان بالقوة الضاربة آنذاك للملاحة والمتمثلة في مؤطريها الفنيين ممن تركوا بصماتهم بوضوح في الملاحة ذاكرا ''جون سنيلا وعبد القادر بهمان وعمار بوديسة ومن بين المسيّرين العيد معراف وعليوات''. ويعود محدثنا ويكشف قائلا ''الأمور بدأت تتعفن في الملاحة بداية من 1985 بسبب التسيير العشوائي، وقد أصبح مجموعة من اللاعبين يقررون رسم التشكيلة الأساسية قبل اللقاءات الرسمية، الأمر الذي جعلها تهوى إلى القسم الثاني''. المواسم الأربعة التي أمضيتها في صفوف العميد الأجمل في مشواري كما اعترف مزيان بأن سقوط النصرية، جعل العديد من الفرق تطلب خدماته لكنه صرح ''اخترت العميد لتوفره على الإمكانيات اللازمة التي يتطلبها أي لاعب بدءا بالهيكلة ومرورا بالشعبية، بالإضافة للإمكانيات المالية وهو المطلب المشروع لكل لاعب''. وأضاف يوسف مزيان بأن المواسم الأربعة التي أمضاها في العميد كانت من أفضل فترات حياته الرياضية، ''لكن في نفس الوقت يحز في نفسي بأنني خرجت منه صفر اليدين باعتباري لم أحصل معه على أي تتويج''. لعبت نهائيين لكأس الجمهورية وخسرت في واحدة وفزت بالأخرى مع بلعباس وعن سجله الرياضي، كشف مزيان بأنه لم يكن زاخرا بالتتويجات ويقول ''لم يسعفني الحظ كثيرا، حيث طيلة مشواري، لم أتحصل إلا على كأس جمهورية واحدة وقد كانت في موسم 90/91 مع اتحاد بلعباس عندما فزنا على جمعية إلكترونيك تيزي وزو (شبيبة القبائل)، بنتيجة هدفين لصفر''. ويواصل محدثنا ''كنت قد لعبت نهائي من قبل وكان في موسم ,1982 جمع فريقي الملاحة آنذاك بديناميكية البناء وانتهى لصالح رفقاء بن بوثلجة بهدف دون رد''. لعبت للمنتخب الوطني ''أ'' و''ب'' وفيما يخص المشاركات الدولية صرح مزيان ''شاركت مع المنتخب الوطني ''ب'' سنة 85 في الدورة التي جرت بالمغرب في إطار تصفيات البحر الأبيض المتوسط تحت إشراف المدربان كمال لموي ومعوش، أما مشاركتي مع المنتخب الوطني ''أ'' فكانت في تصفيات كأس العالم 1990 بقسنطينة أمام المنتخب المصري وكنت لاعبا بديلا تحت إشراف المدرّب كمال لموي، وخلفه المدرّب عبد الحميد كرمالي في مباراة الإياب في مصر''. آخر مشواري الرياضي كان مع أولمبي المدية كما كشف محدثنا بأنه وضع حدا لمسيرته الرياضية في سن مبكر، بحيث كان عمره لا يتعدى 29 ربيعا، وكان وقتها ينشط في صفوف أولمبي المدية الذي لعب له موسما واحدا. ويعود يوسف مزيان ويتكلم في ختام حديثه عن الحالة المزرية لنصر حسين داي. وقال أن الفريق ضحية أبنائه الكثيرين الذين صنع لهم اسما ومجدا كرويا ''لكنهم في المقابل تخلوا عنه وهو في أمسّ الحاجة لخدماتهم الفنية المادية''.