صنع أصحاب البذلة السوداء، الحدث في ثاني موسم احترافي تعيشه الكرة الجزائرية، من خلال الأخطاء الفادحة الكثيرة المرتكبة من قبل ''أشبال'' رئيس اللجنة المركزية للتحكيم الدولي السابق بلعيد لاكارن، حيث لا يوجد أي فريق لم يتهم الحكام بترتيب المباريات وإعطاء الأفضلية لصالح فرق بعينها على حساب فرق أخرى. وقف الجميع على فداحة ما ارتكبه الحكم الدولي بنوزة وبقية زملائه في غالبية المباريات، إن لم نقل كلها، مما جعل الكثير من الملاحظين ''يجزمون'' أن هذه الأخطاء مقصودة ومتعمدة وليست أخطاء تقديرية، مثلما يحصل لباقي الحكام العالميين، وهو ما يدعو للتساؤل حول السياسة التكوينية للجنة المركزية للتحكيم رغم المبالغ المالية الهامة المخصصة لهذا الجانب بالذات، حيث قام شنان وبنوزة وحواسنية وبوستر وغيرهم ب''كوارث'' تحكيمية ساهمت بشكل كبير في تحديد النتائج النهائية لكثير من المباريات وكانوا محل سخرية من ''الشارع الرياضي''. وتبقى اللجنة المركزية للتحكيم مطالبة بالتفكير الجدي في إيجاد حلول لتطوير مستوى التحكيم الجزائري وليس من ''العيب'' مع الموسم المقبل اعتماد قانون الاعتماد على الحكام الأجانب خاصة الأوروبيين منهم في المباريات الهامة على أن تسدد الفرق مصاريف قدوم هؤلاء الحكام هنا إلى الجزائر مثلما تفعل ذلك بقية البلدان المجاورة، وهذا كله من أجل تطوير مستوى اللعبة أكثر في الملاعب الجزائرية والابتعاد عن ''منطق'' ترتيب المباريات والاتهامات المتبادلة. والنقطة الغريبة جدا أن التحكيم الجزائري برهن عن مستواه الجيد في المحافل الدولية، مثل كأس الأمم الإفريقية الأخيرة التي جرت وقائعها في دولتي الغابون وغينيا الاستوائية عندما أبلى كل من بنوزة وحيمودي البلاء الحسن، حيث نجحا في تشريف ''الصافرة'' الجزائرية كثيرا، مما يجعلنا نتذكر التصريح الشهير للمدرب نجيب مجاج قبل أربع سنوات من الآن عندما قال عندما كان مدربا لأولمبي أرزيو: ''الحكام الجزائريون يظهرون مستوى جيد في اللقاءات الدولية لا لسبب سوى أنهم لا يجدون هناك من يعطيهم ''الشكارة''. والسؤال الذي نطرحه بشده في موضوعنا هذا هو: هل شاهد حكام البطولة الوطنية ما قام به الحكم الألماني ذو الأصول الإيرانية باباك رافاتي عندما حاول الانتحار ساعات قليلة قبل مباراة الدوري الألماني بين كولون وماينز في بطولة الموسم الحالي، لا لسبب سوى أن الصحافة الألمانية وضعته في مرتبة أسوأ الحكام في إحدى الجولات..؟