عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، جلسة طارئة استجابة لطلب 60 دولة للتباحث حول مذبحة ''الحولة'' في سوريا، حيث خلصت الجلسة إلى التصويت بالغالبية على نص مشروع القرار المقترح من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية وقطر وتركيا، والذي أدان السلطات السورية لاستعمالها المفرط للقوة ضد المدنيين، وطالبوا بضرورة التزام الحكومة السورية بالوقف الفوري للعنف. وصفت الإدارة الأمريكية ''التقرير الأولي'' للتحقيق الذي قامت به الحكومة السورية حول المذبحة ب ''الكذب السافر''، على حد قول ممثلة واشنطن الدائمة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، مؤكدة أن بعثة المراقبين تملك شهادات عن ناجين اتهموا جماعات موالية للنظام بارتكاب المذبحة. وأدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية استمرار روسيا في تزويد الحكومة السورية بالأسلحة، عقب إعلان رسو سفينة روسية محملة بالسلاح في ميناء طرطوس السوري، فيما أشارت الخارجية الروسية إلى أن موسكو تلتزم بالعقود المبرمة مع دمشق قبل اندلاع الأزمة. وتأتي الإدانة الأمريكية لموقف موسكو، في الوقت الذي تعوّل فيه كل من برلين وباريس على إقناع الرئيس فلاديمير بوتين الذي شرع في زيارة إلى العاصمتين بالأمس للضغط على الرئيس السوري لقبول حل سياسي يقضي برحيله. مع الإشارة إلى أن العواصمالغربية بدأت تتحدث عن الحل العسكري وإمكانية تسليح المعارضة المسلحة على إثر بروز مؤشرات على فشل خطة عنان، فقد أكد وزير خارجية بريطانيا، وليان هيغ، خلال لقائه، أمس، مع وفد عن المعارضة السورية، أن بلاده شرعت في التفكير جديا في البدائل الممكنة لخطة عنان، معتبرا أن احتمال تسليح المعارضة أمر غير مستبعد تماما. في المقابل دعا الناطق الرسمي باسم الخارجية الصينية، ليو وي مين، دول العالم إلى منح المزيد من الوقت لخطة عنان لإثبات نجاحها، وقال إن الصين تعتقد أن ''الوضع في سوريا خطير ومعقد للغاية، لكن لا بد من منح الفرصة لوساطة عنان''. ميدانيا، خرج معارضون سوريون، أمس، في تظاهرات عقب صلاة الجمعة أطلقوا عليها تسمية ''أطفال الحولة مشاعل النصر''، وقالت لجان تنسيق الثورة إن القوات النظامية واصلت حملة الاعتقالات في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى تجاوز العشرين شخصا.