تعطى اليوم إشارة انطلاق الطبعة ال 41 من بطولة أمم أوروبا التي ستحتضنها بولندا وأوكرانيا إلى غاية الأول من جويلية القادم، حيث سيكون الملعب الوطني بالعاصمة البولندية، وارسو، مسرحا لمباراة الافتتاح بين بولندا واليونان، لحساب المجموعة الأولى التي تضم أيضا منتخبي روسيا وجمهورية التشيك. ويشارك في هذه المنافسة 61 منتخبا للمرة الأخيرة في تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية، حيث سيرتفع العدد إلى 42 منتخبا بداية من البطولة المقبلة التي تستضيفها فرنسا في 6102. ويتنافس في البطولة ثلاثة من المنتخبات الأربعة التي بلغت المربع الذهبي في كأس العالم الأخيرة 0102 بجنوب إفريقيا، كما تشهد البطولة مشاركة خمسة من المنتخبات العشرة التي سبق لها الفوز بلقب كأس العالم. ويرى معظم الخبراء أن المنتخب الإسباني حامل اللقب هو المنتخب الأكث ر ترشيحا للفوز باللقب في هذه البطولة التي تختتم بالمباراة النهائية في العاصمة الأوكرانية كييف.
المجموعة الأولى
بولندا - اليونان مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات تتوجه أنظار عشاق الكرة المستديرة، اليوم، إلى الملعب الوطني بالعاصمة البولندية، وارسو، الذي سيحتضن مباراة الافتتاح للطبعة ال 14 من بطولة أمم أوروبا بين المنتخب المحلي ونظيره اليوناني.ويعول المنتخب البولندي، اليوم، على استغلال عاملي الأرض والجمهور للفوز على اليونان، لمحو خيبة مشاركته الأولى في العرس القاري قبل 4 أعوام في سويسرا والنمسا، عندما خرج خالي الوفاض بتعادل واحد وخسارتين، ومن ثمة استعادة أمجاد الجيل الذهبي الذي حقق إنجازات تاريخية للكرة البولندية من خلال تتويجه بالذهب الأولمبي عام 1972 في ميونيخ، وفضية أولمبياد 1976 في مونريال والمركز الثالث في مونديالي 1974 في ألمانيا و1982 في إسبانيا. ويدرك مدرب بولندا، فرانشيسك سمودا، جيدا جسامة المسؤولية التي تنتظر لاعبيه لتحقيق طموحاتهم وجماهيرهم، حيث قال: ''الضغط مسألة حتمية سواء كانت البطولة على أرضنا أو في بلد آخر''. مضيفا: ''كل مشجع لديه مطالب لدى منتخب بلاده مثلما أفعل، أنا متأكد من أننا سننجح في التعامل مع هذه المطالب''. وحذر سمودا من الإفراط في المراهنة على الجيل الجديد، خصوصا أن بولندا تنتظرها مهمة صعبة في المجموعة. وقال: ''هدفنا هو تخطي الدور الأول''، معترفا بأن روسيا مرشحة بقوة في المجموعة إلا أنه تابع: ''لكننا نلعب على أرضنا ولذا فإننا سنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق أفضل النتائج''. وسيكون غياب المنافسة الرسمية العائق الوحيد أمام بولندا التي لم تلعب أي مباراة رسمية منذ 14 أكتوبر 2009 في تصفيات كأس العالم، واكتفت بالمباريات الدولية الودية التي اختتمتها بفوز كاسح على أندورا المتواضعة برباعية نظيفة الأربعاء الماضي. وتعول بولندا على صلابة خط دفاعها بقيادة حارس مرمى أرسنال الإنجليزي، فويسييتش شيتشني، كون شباكها لم تهتز طيلة 461 دقيقة، وهو رقم قياسي وطني. وفي المقابل، لن يكون المنتخب اليوناني لقمة سائغة للبولنديين، خصوصا أنه يدخل النهائيات دون خسارة في مبارياته العشر الأخيرة، حيث كانت آخر هزيمة له أمام الأرجنتين (0/2) في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا. وتدخل اليونان النهائيات بمدرب جديد هو البرتغالي فرناندو سانتوس، الذي استلم المهمة خلفا للألماني أوتو ريهاغل عقب المشاركة المخيبة في المونديال. وقام سانتوس بتغيير أسلوب لعب اليونان، من خلال اعتماده على خطط أكث ر هجومية خلافا للأسلوب الدفاعي المحض لسلفه ريهاغل. ويعول سانتوس على تشكيلة ممزوجة بلاعبي الخبرة الذين يشكلون النواة الأساسية للمنتخب، بينهم 3 توجوا باللقب في العام 2004 هم يورغوس كاراغونيس وكوستاس كاتسورانيس وكوستاس خالكياس، والكثير من المواهب الناشئة.
روسيا للتأكيد والتشيك في مهمة التحدي يلتقي المنتخبان الروسي والتشيكي، اليوم، في فروكلاف في أول قمم البطولة، برسم المجموعة الأولى. ويصب التاريخ في مصلحة الروس الذين فازوا 6 مرات في 13 مباراة أمام التشيك، مقابل خسارتين و5 تعادلات. والتقى المنتخبان مرة واحدة في العرس القاري وانتهت المباراة بالتعادل (3/3) في 1996 في إنجلترا. ويدخل المنتخب الروسي مباراة اليوم بمعنويات عالية، فهو لم يخسر في مبارياته ال 14 الأخيرة، حيث حقق 7 انتصارات آخرها على إيطاليا بثلاثية نظيفة و7 تعادلات، كما أن شباكه لم تستقبل سوى هدفين في المباريات ال 11 الأخيرة. وارتفعت أسهم روسيا في البطولة القارية بعد فوزها الكبير على إيطاليا، بيد أن مدربها الهولندي، ديك أدفوكات، رفض اعتبار منتخب بلاده بين المرشحين للفوز باللقب، وقال: ''الفوز في مباراة ودية، حتى ولو كان على حساب إيطاليا، لا يضعنا في قائمة المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، يجب أن نبقى واقعيين''. وأعرب أدفوكات عن ثقته الكبيرة في اللاعبين الذين ساهموا في إنجاز 2008 وقال: ''إنهم يشكلون العمود الفقري للمنتخب، وهم قادرون على تكرار ما فعلوه قبل 4 أعوام، لأن لديهم روح الانتصارات في البطولات الكبرى، وهذا ما يجعلني متفائلا قبل بداية البطولة''. وفي المقابل، يسعى منتخب جمهورية التشيك للخروج بأقل الأضرار أمام روسيا، لتحقيق انطلاقة جيدة ترفع معنويات لاعبيها في باقي مشوار الدور الأول. ويبقى حارس مرمى تشيلسي الإنجليزي، العملاق بيتر تشيك، وصانع الألعاب توماس روزيسكي، الركيزتين الأساسيتين لتشيكيا في سعيها للذهاب بعيدا في البطولة اعتبارا من مباراة اليوم. كما أن تشيكيا تعول على خوضها جميع مبارياتها في الدور الأول في مدينة فروكلاف البولندية القريبة من الحدود التشيكية، وبالتالي ستحظى بدعم جماهيري كبير وكأنها تلعب على أرضها. وقال الحارس تشيك: ''روسيا منتخب قوي وأبهر المتتبعين في النسخة الأخيرة، ولا يزال يحتفظ بأغلب نجومه. مواجهته اليوم امتحان حقيقي بالنسبة لنا، وإذا وفقنا في تخطيه بنجاح سنقول كلمتنا في هذه البطولة''. وتملك تشيكيا الأسلحة اللازمة لتخطي الدور الأول، في مقدمتها المهاجم المخضرم ميلان باروش الذي يحوم الشك حول مشاركته أمام روسيا بسبب الإصابة.
التاريخ يرجح كفة المفاجأة في المباراة الافتتاحية يستعد منتخب بولندا، أحد شريكي الضيافة، لخوض اللقاء الافتتاحي لكأس الأمم الأوروبية، عندما يقص اليوم شريط البطولة، أمام المنتخب اليوناني. وشهدت النسخ الثماني الأخيرة من كأس أمم أوروبا لكرة القدم 01 مقابلات افتتاحية للمنتخبات المستضيفة، على اعتبار أن نسختي 2000 و2008 نظمتا بطريقة مشتركة بين دولتين. ولم تبتسم المقابلات الافتتاحية للمنتخب المضيف في غالبيتها، حيث شكلت المفاجأة العنوان الأبرز. وتعادلت إيطاليا، صاحبة الأرض، مع إسبانيا سلبيا في افتتاح يورو 1984، وفي نسخة 1988 لم تستطع ألمانيا الحصول سوى على تعادل (1/1) أمام إيطاليا. واستمرت سلسلة التعادلات في نسختي 1992 و1996 حيث سقطت السويد في فخ فرنسا (1/1) وإنجلترا في فخ سويسرا بنفس النتيجة. وخسرت البرتغال أمام اليونان في المقابلة الافتتاحية لنسخة 2004 ب (1/0)، وفي نسخة 2008 خسر شريكا الضيافة سويسرا والنمسا في المقابلة الافتتاحية أمام جمهورية التشيك وكرواتيا. وفلت من كمين المقابلة الافتتاحية منتخب فرنسا في نسخة 1984، حيث فاز على الدنمارك بهدف دون رد. وفازت هولندا على التشيك وبلجيكا على السويد في افتتاح مقابلتهما في نسخة 2000. وبلغة الأرقام، فشلت 7 من 10 دول مستضيفة في تحقيق الفوز في مقابلتها الأولى.