درجات حرارة فصلية وإقبال على مراهم الحماية عاش الجزائريون، أمس، يوما غير عادي، بسبب تخوّفهم من تأثير عاصفة شمسية شهدها كوكب الأرض عليهم. وفيما قلت الحركة في الشوارع، اكتسح الكثيرون الشواطئ، واقتنوا مراهم الحماية من أشعة الشمس. ولم تحدث الجزيئات المشحونة أي خلل تقني محسوس في أنظمة الملاحة ''جي بي أس'' وبعض خدمات الاتصالات التي تعتمد على الأقمار الصناعية، كما كان متوقعا. شهدت درجة الحرارة ارتفاعا محسوسا، بلغت فيه حدود 35 و40 درجة مئوية في أغلب المدن الساحلية والهضاب العليا، فيما تجاوزت 40 درجة مئوية في المناطق الصحراوية. وأشار إبراهيم عمبر، رئيس خلية الاتصال بالديوان الوطني للأرصاد الجوية ل''الخبر''، إلى أن ''موجة الحرارة التي تجتاح ربوع الوطن إلى غاية صبيحة اليوم، تندرج في إطار ما يعرف بالانفجار الشمسي الذي أعلنت عنه وكالة الفضاء الأمريكية ''ناسا''، والتي أكدت بأنها التقطت انفجارا شمسيا كبيرا، ستمتد تأثيراته إلى يوم غد إلى كوكب الأرض. وحسب نفس المصدر، ستعرف الأجواء استقرارا على كافة ربوع الوطن مع هبوب الرياح الخفيفة، بداية من ظهر اليوم. أما درجات الحرارة، فستتراوح ما بين 25 إلى 30 في المناطق الساحلية، وما بين 26 إلى 31 في المناطق الداخلية، أما المناطق الجنوبية، فقد تصل إلى 40 درجة. وأحدثت العاصفة الشمسية حالة من الهلع وسط الجزائريين، حيث قلت الحركة في الشوارع التي خلت إلا من حركة سير خفيفة، ومنعت العائلات أطفالها من الخروج خوفا من تأثيرات العاصفة، وما قد تحدثه الجزيئات المشحونة التي ستضرب الأرض بسرعة فائقة. ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد أقبل المصطافون وعشاق زرقة البحر وذهبية رمال الشواطئ، بشكل لافت، على ابتياع مراهم الحماية من أشعة الشمس، مخافة الإصابة بضربات شمس واحمرار البشرة. وفي هذا السياق، أوضح بابوري رشيد علي، من مخبر طبي بالجزائر العاصمة، بأن مؤسسته تلقت طلبيات معتبرة لمراهم الحماية والعناية بالبشرة، للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية خلال الأسبوع الماضي. ومن جانبها، قامت مصالح الحماية المدنية بالإبقاء على وحداتها في حالة تأهب قصوى، خصوصا أنه تم منذ يومين تسجيل حالات إغماء وضربات شمس، منها حالات وفاة، عبر الوطن، خاصة في خنشلة، من أجل تقديم الإسعافات الأولية وتحويل المصابين إلى المستشفيات، حسب ما أكده الملازم نسيم برناوي، مسؤول خلية الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية. وأكدت وزارة النقل بأن العاصفة الشمسية لم تؤثر على أنظمة الملاحة ''جي بي أس'' عبر المطارات، لكن تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة. في حين سجل بعض الخلل في خدمات الاتصالات التي تعتمد على الأقمار الصناعية، لكنها كانت طفيفة، حسب وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال. وصادف هذه العاصفة أطول يوم في السنة.