زكى المؤتمرون الحاضرون بنزل الإقامة في مركب مطاريس في تيبازة صبيحة أمس، موسى تواتي رئيسا للجبهة الوطنية الجزائرية لعهدة أخرى، وتليت لائحة التزكية على الحضور بالساحة المحاذية للنزل بعدما تعذر على رئيس الجبهة الحصول على ترخيص بعقد المؤتمر الثالث للجبهة واستعمال قاعة الفندق. اضطر المندوبون الممثلون للمجالس الولائية لكل الولايات والجالية المقيمة في الخارج، الانتظار إلى غاية صبيحة أمس لإعلان تزكيتهم لموسى تواتي رئيسا للجبهة الوطنية الجزائرية لعهدة جديدة، بعدما منعوا من عقد المؤتمر بقاعة الأطلس في الجزائر من طرف المناوئين لرئيس الحزب، حيث تم استعراض لوائح الولايات التي أعدت فجرا أمام المندوبين بحضور المحضر القضائي، قبل أن تتلى لائحة التزكية التي استنكر فيها المندوبون الأحداث التي شهدها حي باب الوادي، و''عدم تمكن القوة العمومية من تنفيذ التسخيرة المتعلقة بتخصيص قاعة الأطلس لاحتضان أشغال المؤتمر نظرا لعدم فتح القاعة أمام حوالي 2000 مندوب''، واتهمت اللائحة ''النائبين لمين عصماني وعياش خنشالي، المقصيين من الجبهة، بتأجير حوالي 100 شخص لا علاقة لهم بالحزب لغلق باب القاعة باستعمال السلاسل والأقفال''. وأعرب المندوبون في اللائحة عن تزكية موسى تواتي بالأغلبية المطلقة لعهدة جديدة وانتخاب ممثلي الولايات في المجلس الوطني حسب عدد المقاعد المحددة لكل ولاية، مع اتخاذ قرار تقليص عدد المقاعد لكل ولاية في المجلس الوطني من أربعة مقاعد إلى ثلاثة، وإرجاء النظر في القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب للندوة الوطنية المقبلة، حيث تعتبر القوانين الحالية سارية المفعول. وعقب تزكيته رئيسا للأفانا لعهدة أخرى، ألقى موسى تواتي كلمة على المندوبين، أشاد فيها بموقف المناضلين المشاركين في ''المؤتمر'' وتجديدهم الثقة في شخصه تكريسا للاستمرارية ''في وقت يحاول أشخاص وهيئات صادرت سلطة الشعب ضرب الجبهة ونضالها وتغيير اتجاهها''، مؤكدا عزمه على مواصلة درب المعارضة السلمية، متعهدا أمام المندوبين بعدم الحياد على النهج الإيديولوجي والسياسي للحزب والتقرب من كل المناضلين مع ''تصحيح كل الأخطاء السابقة وجعل النضال هو الأساس طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب''. واتهم أشخاصا قال إنهم حاولوا الالتفاف على الحزب لخدمة مصالحهم والتقرب من أصحاب الجاه، مؤكدا وضع ميكانيزمات جديدة تجعل من منتخبي الجبهة تحت سلطة المناضلين. وأشار موسى تواتي في ندوة صحفية سبقت التزكية، أن حزبه سلم من قبضة الانتهازيين، نافيا الاتهامات الموجهة لشخصه بخصوص سرقة أموال الحملة الانتخابية، وأكد أن عدد مناضلي الجبهة ارتفع بعد الأحداث الأخيرة، وحسبه فإن من وصفهم ب''المشاغبين'' كانوا مطرودين من الأحزاب الأخرى نظرا لسلوكياتهم السيئة، ولم يتمكنوا عرقلة أشغال المؤتمر في نزل الإقامة بمركب مطاريس لأنهم كانوا محميين بقاعة الأطلس ''. وأعلن تواتي عن رفضه ترشيح الوافدين الجدد إلى الحزب مرة أخرى تفاديا لتكرار ما حدث، وقال إنه سينشغل بتحضير الندوة الوطنية وإعداد المترشحين للمحليات على أساس الوفاء لمبادئ الجبهة وحسن أدائهم في مسؤولياتهم. وأشار إلى وجود رئيس شركة أمن ووقاية وشرطي متربص وطلبة جامعيين وأشخاص مأجورين ضمن المشاغبين الذين منعوا أشغال المؤتمر بقاعة الأطلس، وقد تم توقيفهم من طرف مصالح الأمن، وحررت لهم محاضر، بالإضافة إلى برلمانيين تم إقصاؤهم من صفوف الجبهة استغلوا حصانتهم لمنع عقد المؤتمر، وأوضح أن مصالح الأمن لم تتمكن من التدخل لفتح قاعة الأطلس بسبب عدم تقدم مالكها بشكوى ضد المعتدين.