أفادت مسؤولة أمريكية، مكلفة بالسياسة الإفريقية في وزارة الدفاع الأمريكية، بأن انهيار الأمن في ليبيا سمح بحدوث تدفق كبير للمسلحين والأسلحة إلى مناطق أخرى مضطربة شمال القارة. وأشارت نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الإفريقية، إلى أن البنتاغون يراقب عن كثب محاولات تنظيم ''القاعدة'' لزيادة أنشطته في المنطقة، بما في ذلك جمع مبالغ كبيرة من المال من خلال أعمال الاختطاف. وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية من وقوع الأسلحة التي كان يستخدمها مسلحون ليبيون، في أيدي تنظيمات إرهابية، لاسيما فروع ''القاعدة'' في شمال إفريقيا والصومال، منوهة بأن هذه الأسلحة أضحت تشكل خطرا على المنطقة بأسرها، وجاء التحذير من نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي، أماندا دوري، التي قالت: ''تسبب تدفق المسلحين والأسلحة الليبية في خلق فرص للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لبث الفوضى وإنشاء ملاذات آمنة جديدة وموسعة''. وركزت دوري في حديثها على الوضع المضطرب في مالي، وقالت إنه لمواجهة ذلك التهديد، يعمل البنتاغون حاليا بصورة وطيدة مع وزارة الخارجية وعشر دول أخرى شريكة لبناء قدرات تعنى بمواجهة الإرهاب إقليميا، وأضافت في تلك الجزئية قائلة: ''التعاون الإقليمي وتقاسم المعلومات بين الجيوش سيكونان أكثر أهمية من ذي قبل في الوقت الذي نتصارع فيه مع تحديات ذات صلة بتدفق الأسلحة والأشخاص من ليبيا إلى مناطق المغرب العربي والساحل الأكبر في المساحة''. وقالت دوري: ''تتلاقى مصالح الولاياتالمتحدة وإفريقيا في عدة جوانب هامة... وتكون الولاياتالمتحدة أكثر أمانا حين يكون أصدقاؤنا وحلفاؤنا حول العالم في أمان''. وفي السياق نفسه، انتقدت صحيفة ''وورلد تريبيون'' الأمريكية تأكيدات المسؤولين الأمريكيين بأن أسلحة ليبية تم تهريبها إلى عناصر تنظيم ''القاعدة'' في شمال مالي، لافتة إلى تناقض هذه التصريحات مع الضمانات التي قدمها كبار المسؤولين الأمريكيين في بداية التدخل العسكري في ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أمنيين أمريكيين أكدوا أنه تم تهريب الآلاف من القذائف والصواريخ من ترسانات الأسلحة التي كانت بحوزة المقاتلين الليبيين، وذلك على الرغم من تأكيدهم على أن الأسلحة الليبية لن يتم تهريبها خارج ليبيا، ولن تقع في أيدي أي من الجماعات الإرهابية. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية أكدوا أن عناصر تنظيم ''القاعدة'' نجحوا في الحصول بالفعل على صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض جو من ترسانات القذافي، ما عمل على تعزيز قوتهم في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم في شمال إفريقيا، فضلا عن تكثيف هجماتهم الإرهابية في عدد من الدول الإفريقية، مثل نيجيريا والصومال والنيجر. ونقلت الصحيفة عن نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون إفريقيا، أماندا دوري، تبريراتها الأخيرة بأن المهربين استغلوا حالة عدم الاستقرار في المنطقة وهرّبوا هذه الأسلحة إلى العناصر الإرهابية في إفريقيا، فضلا عن إقامة ملاذات آمنة جديدة وموسعة، مؤكدة أن القيادة الأمريكية في إفريقيا تكثف جهودها في الوقت الراهن من أجل منع ''القاعدة'' من إقامة تحالفات مع عناصر إرهابية أخرى بالمنطقة بفضل الأسلحة الجديدة التي صارت بحوزتهم.