تعيش قوات الجيش المتخصصة في مكافحة الإرهاب ووحدات الدرك والشرطة، منذ يوم 3 جويلية، حالة استنفار قصوى لإحباط أي محاولة لتنفيذ اعتداءات إرهابية، بعدما رفعت المديرية العامة للأمن الوطني وقيادة الدرك الوطني ووحدات الجيش العاملة في مجال مكافحة الإرهاب حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، في إطار مخطط أمني يهدف لضمان الهدوء خلال الاحتفالات الرسمية بذكرى عيدي الاستقلال والشباب. صادقت وزارتا الداخلية والدفاع على المخطط الأمني الذي شرع في تطبيقه منذ بداية شهر جويلية، وقد يتواصل إلى غاية نهاية شهر رمضان، بحيث شددت قوات الشرطة ووحدات الدرك والجيش عبر 48 ولاية الإجراءات الأمنية لمواجهة أي محاولة لتنفيذ اعتداء إرهابي خلال الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى الخمسين لنيل الاستقلال. وأفادت مصادر مطلعة أنه تم تجنيد أكثر من 100 ألف شرطي ودركي وعنصر من الجيش لتشديد الرقابة على الأهداف الحيوية التي تتوقع مصالح الأمن تعرضها لعمليات إرهابية. وضمن هذا السياق جندت الشرطة كل إمكاناتها لضمان الأمن داخل المدن، ويتضمن المخطط الأمني الخاص بالاحتفالات الرسمية تكثيف عمليات التحري والتدقيق في الهوية، والتحقيق حول شبكات الإسناد وتجهيز حواجز الشرطة والدرك عند مداخل المدن الكبرى بآلات كشف المتفجرات، وتكثيف دوريات المراقبة ليلا ونهارا، وزيادة حجم عمليات المراقبة الجوية في الصحراء وفي المناطق المشتبه تواجد إرهابيين بها. كما أوفدت هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي وقيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني ومديرية الجمارك مسؤولين كبارا للإشراف على انطلاق المخطط الأمني الخاص بالصيف في الجنوب بعد تزايد التهديدات الإرهابية. كما تفقد قادة كبار من هيئة الأركان الحدود الجنوبية في منطقة برج باجي مختار بمناسبة إجراء تدريبات قتالية، حيث فتشوا الوحدات العاملة، وتنقل مدير شرطة الحدود في المديرية العامة للأمن الوطني عبر أغلب دوائر وبلديات تمنراست، حيث تفقد عناصر شرطة الحدود في المنطقة. وتنقلت أيضا لجنة من وزارة الدفاع تضم مسؤولين في هيئة الأركان وقيادة الدرك الوطني بين عدة مواقع على الحدود الجزائرية الليبية. وكشف مصدر عليم بأن وزارة الدفاع نقلت منذ تفجير ورفلة الأخير عددا إضافيا من الجنود إلى ولايات الجنوب والحدود الجنوبية والشرقية لمواجهة التدهور الأمني قرب الحدود المالية ومواجهة محاولات التهريب المتزايدة ولتغطية العجز الذي تفرضه الحرارة الشديدة في الحدود خلال الأسابيع القادمة.