أطلقت السلطات الأمنية في تمنراست، قبل 4 أيام، أكبر مخطط أمني لمراقبة الحدود الجنوبية والشرقية، وأشرف على انطلاق العمليات الصيفية للجيش والدرك مسؤولون من أركان الجيش وقيادة الدرك والمديرية العامة للأمن الوطني ومديرية الجمارك. يشارك 40 ألف عسكري ودركي وشرطي، منذ بداية شهر جويلية، في تنفيذ مخطط أمني جديد لمراقبة الحدود الجنوبية والشرقية بمناسبة فصل الصيف وشهر رمضان. ونقلت وزارة الدفاع عددا إضافيا من الجنود إلى الحدود الشرقية للتصدي لمحاولات التهريب المتزايدة ولتغطية العجز الذي تفرضه الحرارة الشديدة في الحدود الشرقية. وكشف مصدر عليم ل''الخبر''، بأن لجنة أمنية عليا ضمت ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، اجتمعت في شهر جوان الماضي، بناء على إخبارية أمنية سرية، تحذر من أن عصابات التهريب والجماعات الإرهابية ستستغل ارتفاع درجة الحرارة، خاصة في محور عين فزام، برج باجي مختار وواد تافسست الذي يفصل بين الجزائر والنيجر وفي منطقة أكباو ولاقي الجمعة في الحدود الجزائرية الليبية، من أجل زيادة حجم عمليات التهريب والعمليات الإرهابية كالتي حدثت في منطقة تينزاواتن قبل عام تقريبا. وتشير مصادرنا إلى أن اتساع الصحراء وارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق الخمسين مئوية في بعض المواقع في أقصى الجنوب، فرض على وزارتي الداخلية والدفاع إعداد مخطط أمني جديد على الحدود الجنوبية. وتتضمن الإجراءات الجديدة التي تقرر تنفيذها زيادة عدد ساعات الراحة للعسكريين وعناصر الدرك في شهر جويلية وأوت الذي يصادف هذه السنة الشهر الفضيل، بزيادة عدد العسكريين العاملين في المناطق الحدودية. وأوفدت هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي وقيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني ومديرية الجمارك قادة ومسؤولين كبارل للإشراف على انطلاق المخطط الأمني الجديد، حيث تفقّد ضباط من أركان الجيش ومسؤولون في فروع الإمداد والتموين والنقل والمعتمدية، مواقع عمل العسكريين في أقصى الجنوب، وزار جنرال من قيادة الدرك الوطني الحدود الجنوبية في منطقة برج باجي مختار حيث فتش الوحدات العاملة هناك، وتنقل مدير شرطة الحدود في المديرية العامة للأمن الوطني عبر أغلب دوائر وبلديات تمنراست حيث تفقد عناصر شرطة الحدود في المنطقة. وقررت المديرية العامة للأمن الوطني نقل المئات من عناصر الشرطة خلال العام 2011 للعمل في وحدات الشرطة القضائية وشرطة الحدود، وتنقلت لجنة من وزارة الدفاع تضم مسؤولين في هيئة الأركان وقيادة الدرك الوطني بين عدة مواقع على الحدود الجزائرية الليبية. وفي سياق متصل تواصل وحدات عسكرية إجراء تمارين تدريبية بالذخيرة الحية في موقع صحراوي يقع شرق تمنراست. واختار الجيش مناطق جبلية وصحراء منبسطة لإجراء هذه التمرينات لمحاكاة الحرب على الإرهاب ولتدريب القوات على مختلف أنماط القتال المفترضة للجيش الجزائري، وتتدرب وحدات متخصصة منذ عدة أشهر على العمل في الصحراء ضد عصابات مسلحة.