تجسدت مظاهر مقاطعة اقتناء اللحوم الحمراء والبيضاء، أمس، عبر الوطن بتخلي المواطنين عن التوافد على محلات الجزارين، حيث بلغت الاستجابة بعد يومين من انطلاق الحملة نسبة معتبرة. واعتبر المواطنون أن المقاطعة ستستمر إلى ما بعد رمضان إذا ما لم تعرف الأسعار استقرارا. استحسن الكثير من المواطنين مبادرة مقاطعة شراء اللحوم التي دعت إليها فيدرالية المستهلكين، معتبرين بأن ''الأمر يستحق الاستجابة والدعم''. وقالت سيدة في سوق جوارية بالعاصمة ''لن نشتري اللحم الذي يقارب سعره سعر الذهب''. وأضاف مواطن آخر ''الأمر لن يتوقف على أسبوعين، بل سيمتد إلى ما بعد رمضان إذا لم تعرف الأسعار استقرارا، خصوصا وأن سعر لحم الخروف تعدى 1300 دينار''. ورغم تباين وجهات نظر المواطنين بحسب تقارير مراسلي ''الخبر'' عبر الوطن، إلا أن الجميع اتفق على أن ''المقاطعة والتضامن هما الحل''. وأحس الجزارون بالحملة بشكل لافت، كما هو الحال بالنسبة لأحد الجزارين في شارع محمد بلوزداد، حيث قال ''المبيعات تعرف تراجعا ملحوظا وقد غاب عنا زبائن كانوا يقتنون بعض الأحيان كميات قليلة من اللحوم الحمراء والبيضاء''. وأعرب العديد من المواطنين الذين استجوبهم ''الخبر'' بولاية تيبازة، عن مساندتهم لحملة مقاطعة اللحوم خلال شهر رمضان الكريم من خلال الوقوف وقفة رجل واحد ضد استغلال جيوب المواطنين من طرف مافيا اللحوم، وذكر البعض منهم أنه حان الوقت لتتحرك الدولة لوقف بارونات اللحوم. ويقول ب. رضوان، وهو إطار دولة، إن مساندته لحملة المقاطعة نابعة من قناعته بأن الاستهلاك ثقافة، وسلوكات المستهلك هي التي تحدد وضعية السوق، فالمواطن له جانب كبير من المسؤولية فيما يحدث بالسوق، والمقاطعة وسيلة حضارية للقول بصوت مرتفع ''لا للاستغلال، ونعم لسلطة القانون''، مطالبا في السياق ذاته الدولة بمعالجة المشكل من مصدره. أما و. خالد فيؤكد مساندته للحملة، مشيرا إلى أنه سيقاطع شراء اللحوم رغم قدرته الشرائية، وذلك لمساندة ذوي الدخل المحدود والوقوف ضد استغلال البارونات للشعب البسيط في شهر الرحمة، منبها إلى أن مثل هذه الممارسات غير الأخلاقية لا يمكن أن تستفحل في المجتمع الجزائري وعلى المستهلك أن يوقفها بعد أن عانى منها طويلا خلال السنوات الماضية. من جهته شبه العيد، وهو موظف ورب عائلة، حملة مقاطعة اللحوم خلال شهر رمضان بحملة ''مارتن لوثر كينغ'' ضد حافلات النقل بالولايات المتحدةالأمريكية زمان العنصرية بين البيض والسود، وأكد في حديثه عن الحملة أنها السبيل الوحيد لوقف تطاول ''مافيا'' اللحوم على جيوب المواطن البسيط الذي فقد القدرة الشرائية بسبب مثل هذه الممارسات التي تحولت إلى تقليد مناسباتي.