موسكو تؤكد بأن الأسد باق في منصبه تميزت تطورات الأزمة السورية ميدانيا يوم أمس بشروع عائلات دمشقية في مغادرة مساكنها في عملية نزوح عن المدينة بعد ازدياد حدة المواجهات بين الجيش النظامي والحر، وانتقالها إلى عدد من الأحياء، أما ديبلوماسيا فسجل طرد المملكة المغربية للسفير السوري من الرباط، وهو ما ردت عليه دمشق بالمثل، حيث أمرت السفير المغربي بمغادرة أراضيها، كما تميزت التطورات السياسية كذلك بإعلان موسكو أن الرئيس الأسد باق في منصبه. أخذت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وعناصر الجيش الحر بالعاصمة دمشق منحى أقل ما يقال عنه إنه خطير، والخطورة تكمن هنا في ازدياد حدة المواجهات بين ''الجيشين'' واتساع رقعتها. وحسب البرقيات الإخبارية الواردة من عاصمة الأمويين، فإن الاشتباكات قد انتشرت بأحياء الزاهرة والتضامن والصناعة والميدان ونهر عيشة والقزّاز وسيدي قدّاد، بالإضافة إلى حي كفر سوسة الذي يتوسط دمشق. وحسب نفس المصادر فإن خمسة مواطنين قتلوا نتيجة سقوط قذيفة هاون عليهم أثناء محاولتهم الهرب من الحي الذي يقطنونه، وخوفا من التطورات المتوقعة خلال الأيام القليلة القادمة، شرعت العديد من العائلات في مغادرة الأحياء الملتهبة والهروب من الجحيم الذي بدأت صوره ترتسم في الأفق، خاصة بعد الانتشار المكثف لعناصر الجيش والطيران المكثف للمروحيات في سماء المدينة، وهو ما يعني أن الحرب أصبحت حقيقة قائمة بالبلد، وليس مجرد تحذيرات لتخويف هذا الطرف أو ذاك. وبالنسبة إلى الطرد المتبادل للسفيرين بين المغرب وسوريا، فقد أكدت وزارة الخارجية المغربية بعد مطالبتها السفير السوري لديها بمغادرة الأراضي المغربية لأنه شخص غير مرغوب فيه، أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، مطالبة في نفس الاتجاه بتحرك فاعل وحازم من أجل تحقيق انتقال سياسي. على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لا تدعم ''بشار الأسد، وإنما تدعم خطة عنان وما تم الاتفاق عليه''، لكنه أكد في نفس الوقت أن ''بشار الأسد لن يرحل لأنه يتمتع بدعم جزء كبير من الشعب السوري''، أما عن كيفية حل الأزمة فأشار لافروف في مؤتمر صحفي له أنه ''لا أتوقع أن تنسحب القوات السورية من المدن والقرى من جانب واحد''، مذكراً بأن ''مجلس الأمن اعترف بأن المعارضين لا يحترمون حقوق الإنسان في مناطق سورية''، ثم أعرب لافروف عن قلقه من الوضع في سوريا الذي ''يزداد سوءاً''، داعياً ''الأسد وأطراف المعارضة المسلحة'' إلى وقف ''متزامن'' للاقتتال. وفي تطور آخر، تحدثت مصادر إعلامية عن لجوء عائلة الجنرال السوري رستم غزالة المصنف على أنه من أشد المقربين للنظام إلى الأردن، دون تتضح أسباب هذا اللجوء ولا دوافعه، وعما إذا كان الجنرال على علم بهروب عائلته أم لا؟