يكثر أغلب الصائمين من تناول المشروبات الغازية في رمضان، متجاهلين تماما ما يترتب عن هذا السلوك من اضطرابات وإتلاف للتفاعلات الكيمياوية والتبادلات الإلكترومائية وجل الوظائف. إنه معروف أن المشروبات الغازية مكونة من الماء، السكر ومواد ملونة وأخرى محسنة للذوق وأخرى محافظة وغيرها، التي تمثل مواد مضافة جلها مضر بالصحة ومصدر لعدد من الأمراض، أغلبها مزمنة كالسكري، السمنة، أمراض القلب والأوعية والعجز الغددي.. وهذا بسبب تفاعل هذه المواد المضافة مع مختلف المواد الأخرى، لتحويلها من مواد طبيعية نافعة إلى مواد اصطناعية ضارة أو خلقها مواد جديدة، معرضة الجسم لتحولات بنيوية للخلايا والأنسجة غالبا ما تكون وراء ظهور السرطان. أغلب المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان المعاصر خاضعة للمواد المضافة، كاللحوم، المصبرات، الأجبان، العصائر.. مسببة اضطرابات النمو عند الطفل والحساسية المفرطة وغيرها. إن وجود هذه المواد المضافة في أغلب المواد الغذائية، هو سبب تفاقم وتعدد الأمراض وتراجع مقاومة الجسم لها وهشاشته ومعاناة عدد من الناس من مختلف الأمراض التي هي في تزايد مستمر. وتحتوي المشروبات الغازية على كمية من السكر الذي ما هو إلا مادة ميتة غير مغذية وغير نافعة، بالعكس فهي ضارة إلى حد بعيد، حيث يؤدي الإفراط في تناولها إلى إفراز كميات كبيرة من هرمون الأنسولين من طرف الجسم، الأمر الذي يسبب تكاثر الخلايا بصفة عشوائية، متسببة في تكون أورام غالبا ما تصبح خبيثة أي سرطانا، وتفرغ الجسم من الأنسولين مسببة داء السكري. وتبقى خلايا الجسم تطلب تزويدها أكثر فأكثر بالسكر، لأن الخلايا السرطانية لها شراهة كبيرة لهذه المادة التي في الحقيقة لا تغني من جوع، بل تزيد من حدته وحدة العطش وتسمح بانتقال خلايا السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، هذا بالإضافة إلى السمنة التي لا ينجو منها كل من يفرط في تناول مادة السكر، وغيرها من الأمراض المستعصية التي يمكن تفادي الإصابة بها بتفادي الإفراط في تناول السكر إلا عند الضرورة.