ولد الشيخ عبد المجيد حبّة العقبي في مارس 1911 ببلدة سيدي عقبة بولاية بسكرة، حفظ القرآن الكريم في صباه ثم أخذ ينهل من ينابيع العلم والمعرفة على يد علماء عصره بسيدي عقبة، من أمثال الشيخ الصادق بلهادي ومحمد بن الدايخة المنصوري والشيخ الهاشمي بن مبارك، كما حضر جانبا من دروس الشيخ الطيب العقبي بمسجد بكار ببسكرة. وفي خريف سنة 1952 اضطر الشيخ إلى الهجرة من سيدي عقبة والاستقرار ببلدة المغير بولاية الوادي، ليواصل الإصلاح ونشر العلم بمسجد البلدة، كما ساهم في الثورة التحريرية، من خلال بث الوعي والتعبئة العامة وجمع الأموال للمجاهدين وحث الشباب على الالتحاق بصفوف الثورة. وبعد أن أحس باكتشاف أمره من طرف العدو، فرّ إلى البادية وتحصل على بطاقة تعريف تحمل اسم ''محمد رزق الله''، أعدها له قائد أولاد جلال، وبهذا الاسم المستعار هاجر إلى العاصمة ومكث هناك فجر الاستقلال. وكان الشيخ، رحمه الله، مؤرخا ضليعا عليما بتاريخ المغرب العربي والجزائر وتاريخ منطقة الزيبان والصحراء، إلى جانب تضلعه في علم اللغة والفقه وأصوله وعلم الحديث والتفسير والقراءات، كما ترك العلامة مكتبة ضخمة تزخر بأنفس الكتب والمخطوطات النادرة جمعها في فترات مختلفة وبعضها موجود ببيته بالمغير. وللشيخ العديد من المؤلفات وأولها التي خطها بيده، كتاب ''قيد الأوابد من حياة خالد'' وكتيب عن ''أعلام منطقة الزيبان'' وآخر حول ''تذكرة أولى الألباب بملخص تاريخ بسكرة والزاب'' و''تجريد تخريج الأحياء عن الأحياء'' و''إسعاف السائل برؤوس المسائل''. توفي الشيخ في 19 سبتمبر 1992 ودفن ببلدة المغير.