قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّه خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة 8. يقول الحافظ ابن كثير. رحمه الله. في تفسيره: قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ}، أي كونوا قوّامين بالحقّ لله عزّ وجلّ، لا لأجل النّاس والسمعة. وقوله: {شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ}، أي بالعدل لا بالجور. وقوله: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا}، أي لا يحملنكم بُغْض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كلّ أحد، صديقًا كان أو عدوًا، ولهذا قال: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، أي عَدْلُكم أقرب إلى التّقوى من تركه. ثمّ قال {وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، أي وسيجزيكم على ما علم من أفعالكم الّتي عملتموها، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرٌّ.