يعود تواجد زاوية سيدي عثمان، المعلم التاريخي والأثري، إلى عهد العثمانيين وتحديدًا بداية القرن السابع عشر. وكانت الزاوية يومها مزارًا وقبلة للتّعليم والتّلقين في أصول الدّين والفقه، يقصدها عامة النّاس من مستغانم وأحوازها، قبل أن تصبح وظيفتها جهادية في سبيل الله وفي الدفاع عن الإسلام وعن عروبة الجزائر، عندما وطأت أقدام المستعمر سنة 1830م أرض الجزائر. وللزاوية التي تقع بإحدى القرى التابعة لبلدية صيادة التي تبعد عن مدينة مستغانم ب 2 كلم، ذاع في المجال الثقافي والعلمي، بتخرّج دفعات من حفظة القرآن الكريم والفقهاء، بإشراف من الولي الصالح سيدي عثمان، ويذكر أن سيدي عثمان لم تكن له طريقة في التصوف. قاومت زاوية سيدي عثمان المستعمر الفرنسي بفضل الله أوّلاً، ثمّ بفضل الناحية الاجتماعية، بمعنى أولاد سيد أحمد بوقبرين الموجودين الآن بولاية سعيدة، وفي 25 أكتوبر 1845م، ارتبط اسم الزاوية بمقاومة محمد بن عبد الله الشريف المدعو بومعزة. كما قّدمَت الزاوية شهيدين خلال الثورة التحريرية الكبرى، هما الأخوان الشهيدان ماحي ماحي ولد الشيخ سيدي بن ذهيبة بن عثمان الموجود ضريحه الطاهر بولاية سيدي بلعباس، حيث شارك في المعارك هناك، والشهيد سي أحمد ماحي، كان حافظا لكتاب الله اعتقل وعذب بحاسي مماش مدة 15 يوما، ولفظ أنفاسه الأخيرة بمعتقل سيدي علي برصاص القتلة الفرنسيين. كما كانت للزاوية مكانة اجتماعية مرموقة للأعمال الخيرية وللصلح بين المتخاصمين، وكانت تُقام فيها الوعدة في أواخر شهر مارس من كلّ سنة وتختتم بالركب بالتوجه إلى ولاية سعيدة، غير أنّه، اليوم، تمّ السيطرة عليها من معادي التاريخ وناكريه، في مقابل نضال وكيل الزاوية الحالي السيد لبوخ بن يمينة لاسترجاع المعلم التاريخي وإعادة دور الزّاوية المنوط بها، من خلال الجمعية الاجتماعية الثقافية التابعة للزّاوية والمجمّدة النشاط إلى حين استرداد مفاتيح الزّاوية.