فرضت موجة الحرارة المرتفعة، أمس، حظر تجول في عدة ولايات من الوطن، حيث تراوحت بين 40 و50 درجة مئوية في عدة مناطق، وتسببت الحرائق المندلعة في عدة ولايات خصوصا بجايةوالبليدة والمدية وتيسمسيلت والشلف، مع انقطاعات التيار الكهربائي، في وضع خطير أثر على مرضى الربو وكبار السن. لم يتمكن أغلب التجار والمواطنين من العمل والتسوق، بسبب درجة الحرارة المرتفعة التي فاقت كل التوقعات، رغم تأكيدات الديوان الوطني للأرصاد الجوية بأن حالة من الاستقرار في درجة الحرارة ستشهدها عدة ولايات، حيث أشار المتحدث باسم خلية الاتصال، عمبر إبراهيم ل''الخبر''، إلى أن ''حالة الاستقرار شملت الولاياتالشرقية للوطن دون الوسطى والداخلية، مع ترقب ارتفاع درجة الحرارة خلال الأيام القادمة''. وخرج المواطنون لأداء صلاة الجمعة في المساجد، وهو الوقت الذي عمت فيه الحركة في الشوارع لتختفي بعد انقضاء الصلاة مباشرة، وأثرت الحرارة في الجزائر العاصمة على مرضى الربو، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية عدة تدخلات فاقت المعدل اليومي المعهود في العاصمة، في حين تجاوز عدد التدخلات عبر الوطن 1400 تدخل. وسجلت مصالح الغابات اندلاعا للحرائق في كل من بجايةوالبليدة والمدية وتيسمسيلت والشلف، فيما تم الإبقاء على الوحدات في حالة تأهب لمواجهة الحرائق التي تتسبب فيها الحرارة المرتفعة، وأصبحت الحركة في عدة ولايات شبه منعدمة إلى غاية ساعة متأخرة من المساء. ''الأميار'' يطالبون بطائرات الإطفاء في بجاية اضطرت، صبيحة أمس، العشرات من العائلات إلى مغادرة منازلها بقرى أدكا، أميزور، برباشة، آيت إسماعيل وكنديرة بعد تعرض الكثير من أفرادها للاختناق وصعوبة إيصالهم إلى المستشفيات بسبب ألسنة النيران التي قطعت الطرقات وشلت حركة المرور. وحسب مسؤولي البلديات المعنية، فإن الوضع خطير جدا ويتطلب من الدولة استعمال إمكانات أكبر منها الطائرات التي تبقى الحل الوحيد لمواجهة الحرائق المهولة التي لا تزال إلى غاية منتصف نهار أمس مشتعلة، تسعة منها خارج السيطرة نتيجة محدودية إمكانات عناصر الحماية المدنية وانعدام المسالك المؤدية إليها. وقد وصف محافظ الغابات بالولاية، السيد محمودي، الوضع بالخطير جدا والمخيف والمرعب، حيث التهمت النيران أزيد من مائة هكتار في ظرف ساعات معدودة. وببلدية أدكار وجه رئيس البلدية صرخة استغاثة للمسؤولين المركزيين من أجل التدخل لحماية المواطنين وأرواحهم، وكاد الوضع يتحول إلى كارثة ليلة أمس لما اقتربت النيران من بيوت المواطنين بمركز البلدية لولا تجند المئات من الشباب الذين قاوموا النيران بوسائل بدائية، وحسب رئيس البلدية فالخطر لا يزال قائما. وحسب محافظ الغابات، فإن مصالحه تسجل كل يوم أزيد من 35 حريقا في مختلف المناطق وتقوم بإخماد البعض منها، فيما تلتهم البقية المئات من الهكتارات، وأضاف أنه منذ بداية شهر أوت التهمت النيران أزيد من 2026 هكتار وهي أكبر حصيلة تسجل بعد كارثة 1994 بغابة توجة، حيث هلك العشرات من المواطنين والبعض منهم لا يزال منكوبا ولم يتلق التعويضات إلى يومنا هذا. موجة الحرائق مستمرّة بالبليدة وفي البليدة تسبّبت النيران في إتلاف 28 هكتارا من الغطاء الغابي في ظرف 24 ساعة الماضية. وتوزّعت الحرائق بكلّ من غابة سيدي عبد القادر بالعفرون وبغابة منطقة القلعة بالطريق الوطني رقم 01 الرابط بين الشفة والمدية، حيث امتدّت ألسنة اللهب على مساحة 5, 1 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي والأدغال تقع بقلب الحظيرة الوطنية للشريعة، قبل أن يتمّ التحكّم فيها ومنع انتشارها من طرف مصالح الحماية المدنية. وبغابة تاشت الواقعة بجبال الأربعاء التهمت النيران 3 هكتارات من أشجار الكاليتوس، فيما أدّت الحرائق التي اندلعت بغابة التوارقة ببلدية بوينان إلى إتلاف 21 هكتارا من الغطاء الغابي، ما تطلب إخمادها منذ ليلة الخميس إلى غاية صبيحة أمس.