عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ الصّلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: ''الصّلاة في جوف اللّيل''. قيل ثمّ أيّ الصّيام بعد رمضان؟ قال: ''شهر الله الّذي تدعونه المُحرَّم'' رواه أحمد ومسلم وأبو داود. وممّا يدل أيضًا على فضيلة الصّيام في المحرّم ما أخرجه الترمذي عن عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه أنّه سمع رجلا يسأل رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو قاعد، فقال: يا رسول الله، أيُّ شهر تأمُرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال: ''إن كنتَ صائمًا بعد شهر رمضان فصُم المحرّم، فإنّه شهر الله، فيه يوم تاب فيه على قوم ويتوب فيه على قوم''. والعاشر من محرّم عاشوراء، وفي صومها فضل كبير. فعن معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما، قال: سمعتُ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ''إنّ هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمَن شاء صام ومَن شاء فليفطر'' متفق عليه. وعن أمّ المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، قالت: ''كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يصومه. فلمّا قدِم المدينة، صامه وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فُرِض رمضان، قال: مَن شاء صامه ومَن شاء تركه'' متفق عليه. وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: ''قدِم النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوّهم فصامه موسى. فقال صلّى الله عليه وسلّم: أنا أحقّ بموسى منهم'' فصامه وأمر بصيامه. متفق عليه.