الصّحابي أبي بن كعب، رضي الله عنه، أحد فقهاء الصّحابة وقرَّائهم، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وبايع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها، وكان من الأنصار الّذين نصروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واستقبلوه في يثرب، وقد شهد كلّ الغزوات مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأمّه صهيلة بنت الأسود، عمّة أبي طلحة الأنصاري، وكان يُكَنَّى بأبي الطفيل وأبي المنذر. كان أبي بن كعب رضي الله عنه من أوائل الّذين كانوا يكتبون الوحي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويكتبون الرسائل، وقد قال عنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أقرأ أمّتي أُبَي''. وكان من أحرص النّاس على حفظ القرآن الكريم، وكان رضي الله عنه واحدًا من الستة أصحاب الفُتْيَا الّذين أذِن لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالحكم في حوائج النّاس، وفضّ المنازعات الّتي تحدث بينهم، وردِّ المظالم إلى أهلها، وهم عمر بن الخطاب، وعليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن حارثة وأبو موسى الأشعري. وكان رضي الله عنه لا يخاف في الله لومة لائم، وكان من الّذين لا يطلبون من الدنيا عرضًا، وقد كان أبَي رضي الله عنه مستجاب الدعوة، وكان عمر يجل أبيَّا، ويستفتيه في القضايا، وقد أمره أن يجمَع الناس فيُصلّي بهم في المسجد صلاة التّراويح في رمضان، وقبلها كان يُصلّي كل إنسان وحده. توفي رضي الله عنه في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويوم موته رأى رجل النّاس في المدينة يموجون في سككهم، فقال: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قال: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب.