تصدر للروائي واسيني الأعرج سلسلة أدبية جديدة، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بمصر، وسينشط، بالمناسبة، ندوة وجلسة بيع بالتوقيع لروايته ''رماد مريم.. فصول من السيرة الروائية''، الثلاثاء القادم، بالقاهرة، في انتظار توجّهه إلى مدينة طنطا في 29 أوت الجاري، لتنشيط أمسية أدبية. تضم رواية ''رماد مريم''، التي صدرت حديثا عن دار الهيئة المصرية العامة للكتاب بمصر، تسعة عشر فصلا ومقدمتين، الأولى عبارة عن حوار مطوّل مع المؤلف، أجراه الروائي المصري منير عتيبة، تحت عنوان ''الكتابة خيار حياتي''، والثانية فصل من السيرة الذاتية للأعرج، تحت عنوان ''الكتابة.. وطن الخسارات الجميلة''. وكتب واسيني، في مقدمة الرواية: ''كل ما حدث ويحدث، دليل قاسٍ على حالة التخلف التي تعيشها أوطاننا. الأدب لا يحل أي مشكلة، لكنه يصفعنا ويضع أمام أوجهنا قضايانا الأساسية، ويجعلنا نشم رائحة البارود التي تحيط بنا. هل مشاكلنا الكبرى حلت؟ هل غادرنا تخلفنا؟ هل ربحنا رهانات الحداثة والديمقراطية؟ لا أحتاج إلى أي إجابة، حالة مجتمعاتنا تتكلم وخير دليل على الحالة المأساوية التي يعيشها الوطن العربي''. وعاد الأعرج إلى ظروف مباراة مصر والجزائر، وقال: ''في مباراة كرة قدم، عاطفتي تذهب نحو وطني، لكنني أقبل بالهزيمة والاعتراف بقوة الخصم وضعف فريقي، عندما يحصل ذلك. ما حدث بيننا أظهر، ليس فقط هشاشة شعوبنا، بل أيضا قلة حكمة مسؤولينا''. وتابع: ''أستطيع، الآن، أن أستعيد الشريط من أوله إلى آخره، ونجادل طويلا من كان البادئ ومن كان الظالم والمظلوم؟ لكن هل المشكلة بكاملها، من حيث الجوهر، تستحق ذلك كله؟ والله أخجل عندما أسأل عن ذلك من طرف أصدقائي الفرنسيين في ''السوربون''، أو في الأوساط الثقافية، لأنني لا أملك الرد''. قبل أن يضيف: ''أعطينا لوحة متكاملة عن تخلفنا المدقع، وعن تخلف وضعنا الثقافي أيضا، إذ بدل أن يتحرر المثقف من سلطان الحاكم، سقط فيه ولم نرقَ بنقاش المسألة، إلا فيما ندر، لنخرجها من دائرة الأحقاد التي ما نزال إلى اليوم ندفع ثمنها القاسي، وسيحتاج الأمر إلى زمن لكي ننسى هنا وهناك''. جدير بالذكر، أن الدار المصرية قدمت واسيني الأعرج بأنه روائي صاحب قدرة على التجريب والتجديد، تجلت بشكل واضح في روايته ''الليلة السابعة بعد الألف'' بجزءيها ''رمل الماية'' و''المخطوطة الشرقية''، والتي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة في العديد من الجامعات في العالم. فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، لكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة، وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها.