يعتقد المطرب عبد القادر شرشام، أن فن الشعبي بدأ يسترجع بريقه في السنوات الأخيرة وأخذ في التغلغل ضمن الفضاء الموسيقي العالمي، بفضل الحفلات التي أقيمت في عدد من العواصم الأوروبية، ونظمتها فرقة ''الغوسطو''. وذكر شرشام في حوار مع ''الخبر''، أن استجابة المغتربين مع فن الشعبي لم يعد يساوي شيئا مقارنة باستجابة الجمهور الغربي. قمتم، مؤخرا، بجولة في الخارج، هل لنا أن نعرف كيف هو حال الشعبي عند المغتربين؟ الشعبي أصبح محبوبا عند الأجانب أكثر من المغتربين، وهي الفكرة التي استخلصتها مؤخرا، بعد أن شاركت في إحياء حفلات فنية بفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا، ضمن الحفلات التي تنظمها فرقة ''الغوسطو''. والملفت للانتباه، ذلك الحضور القوي الذي فاق في أغلب الدول التي زرناها ال17 ألف متفرج على خلاف الجزائر، حيث لا نجد مثل هذا الإقبال الكبير في السنوات الأخيرة. ولاحظت أن حضور الجالية الجزائرية في تلك الدول يعد على الأصابع. أعتقد بأن فن الشعبي لن يموت، لأنه أصبح فنا عالميا. وخلال شهر سبتمبر القادم سنحيي حفلات في أمريكا والنرويج وعدد من الدول الأوروبية، وهذا دائما مع الفرقة المشرفة على البرنامج ''الغوسطو''. الأغنية الشعبية لا تكون حاضرة إلا في المناسبات الدينية، هل أنتم راضون عن هذا؟ الأغنية الشعبية أصبحت حاضرة في كل المحافل، وتحقق ذلك بفضل مجهود وزارة الثقافة. والدليل أن الحفلات التي ننشطها في مختلف الولايات أصبحت كثيرة عكس السنوات الماضية، حيث كان الفنان الشعبي يتعرض للتهميش. من خلال اعترافكم هذا، نفهم بأن هناك فنانا مرضيّ عنه وآخر لا؟ الفنان يفرض نفسه بفضل قدرته على تقديم فن جيد. يوجد فنانون غير مرغوب فيهم، هذا أمر لا يمكن نكرانه، لكن على هؤلاء أن يتساءلوا عن الفن الذي يقدموه. وعليه، ليس بإمكاننا القول إن وزارة الثقافة هي التي همشتهم أو غير راضية عنهم لأسباب غير فنية. يبدو أن الشعبي العصري أخذ مكانة في الساحة الفنية، أليس كذلك؟ الأغنية الشعبية لها قواعدها، وهذه القواعد لا تتغير، فهي متينة ويجب المحافظة عليها . وكل محاولة لإضفاء الطابع العصري عليها، مرتبطة بالجانب المادي والربح السريع على حساب الفن. الشعبي عبارة عن تراث أصيل، لا يخضع للعصرنة التي نشاهدها اليوم. وكل من يبحث عن الجوانب المادية باستعمال فن الشعبي، عليه أن ينسحب ويترك المجال لأصالة. لكن خريجي المدرسة العنقاوية أصبحوا يعدون على الأصابع، هل تعتقد أن ذلك بإمكانه أن يضر بأغنية الشعبي؟ المدرسة العنقاوية باقية. وهناك العديد من الذين أشرفت على تعليمهم في الموسيقى والأغنية الشعبية، ينشطون حاليا في كثير من الفرق الفنية، فالتواصل لا يزال قائما. وعليه، أعتقد أن المدرسة العنقاوية لا يمكن أن تزول، لأن هؤلاء الفنانين بدورهم يصرون على لعب نفس الدور الذي لعبناه نحن وكل المقربين من الحاج امحمد العنقى، وهذا حفاظا على التراث الأصيل الذي ينحصر في الفن الشعبي الذي لم نستهلك منه إلا القليل للأسف، وينتظرنا كثير من العمل. يشتكي بعض الفنانين في مختلف الطبوع من سرقة الأغاني، هل صادفتكم هذه الظاهرة؟ شخصيا، لم يسبق لي أن تعرضت أعمالي للسرقة، ما دام الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يقوم بمهمته وأعمالي كلها مسجلة ومحافظ عليها. أما الذين يطرحون هذا المشكل، فهم متهاونون في السهر على حماية أعمالهم.