قالت مصادر متطابقة، ل''الخبر''، بأن التحقيقات الأمنية التي باشرتها مختلف المصالح، بخصوص الحرائق التي أتت على 33 ولاية، خلال شهري جويلية وأوت، قد توصلت، في تقريرها الأولي، إلى وجود مجموعات مصالح تختص في تجارة الخشب تكون وراء تلك الحرائق، في مختلف الولايات التي عرفت موجة حرائق. جاء في التقرير أيضا أن هذه المصالح أحصت انفجار ما يقارب 30 بالمائة من الألغام التي كانت مزروعة في عدد من المرتفعات الجبلية، خاصة تلك المتواجدة بولايات خنشلة وباتنة وسكيكدة وجيجل، بعد أيام فقط من اندلاع تلك الحرائق. على صعيد آخر، قررت الأمانة الوطنية لاتحادية عمال الغابات والطبيعة والتنمية الريفية، في اجتماعها المنعقد نهاية شهر أوت المنقضي، تنظيم يوم احتجاجي على المستوى الوطني، خلال الأيام المقبلة، مع إمكانية فتح المجال لإضراب عام، يكون بمثابة احتجاج لمطالبة الجهات العليا بالكشف عن سياسة الأرض المحروقة، ومن يقف وراءها. وقال عثمان بريكي، العضو الوطني المكلف بالتضامن والعلاقات والدراسة بهذه الاتحادية، ل''الخبر''، إن الأمانة الوطنية وجهت نداء للطبقة السياسية والشخصيات الوطنية والمنظمات وجمعيات حماية الطبيعة، للتدخل والوقوف في وجه من يريد الاستمرار في النهب المنظم، والاختلاس لهذه الثروة الطبيعية بمختلف الأساليب، ودعت أيضا إلى حماية أعوان وإطارات الغابات من الضغوط والتهديدات الممارسة ضدهم، من طرف بعض اللوبيات وأصحاب المصالح الضيقة بقطاع الغابات. كما طالب المجتمعون، أيضا، بالإسراع في تدعيم، ورد الاعتبار، لإدارة الغابات على المستوى التنظيمي والهيكلي والتسييري، من خلال تأسيس إدارة غابات مستقلة متخصصة ومدعمة بكل الوسائل المادية والبشرية، وفي هذا الصدد يجري التحضير لجمع مليون توقيع لإنشاء ميثاق أخضر، الهدف منه هو تكثيف الجهود للمحافظة على الثورة الغابية. وكان البيان، الذي تحصلت عليه ''الخبر''، قد حمل معلومات أكيدة عن وجود عملية إحراق مقصودة، بالزمان والمكان، من طرف أصحاب مصالح أطلق عليهم إطارات الغابات تسمية الأيادي السوداء من خلال اختيار أماكن اندلاع الحرائق، حتى تمنع التدخلات الأولية لإطفائها، مع ضمان سرعة انتشارها على مستوى عدة جبهات، تكون بمثابة شرارة تكوين أمواج مدمرة، والغرض من ذلك هو تحقيق أرباح تجارية، مباشرة بعد إتلاف ما يقارب 100 ألف هكتار من الغطاء النباتي، حسب إحصائيات رسمية. وهو الأمر الذي كشفت عنه التحقيقات الأولية التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني بولايتي خنشلة وباتنة، حيث كانت فرق الدرك قد أوقفت، قبل شهر رمضان، في حواجز أمنية مختلفة وقريبة من الأماكن التي نشبت بها الحرائق، مجموعات تختص في سرقة الأخشاب، بعد عمليات تنسيق تكون قد تمت مع مصالح محافظة الغابات، التي وصلتها بدورها رسائل شفوية من أفراد تلك المجموعات، تؤكد تنفيذ التهديدات المتمثلة في إشعال النيران في عدد معتبر من غابات المنطقة.