أكدت مصادر أمنية مطلعة ل»السياسي« أن التحقيقات الأمنية حول من يقف وراء الحرائق التي عرفتها عدد من ولايات شرق البلاد، أشارت إلى إمكانية تورط عصابات تحترف بيع الفحم وتهريبه للأراضي التونسية في افتعال هذه الحرائق التي كان لها نتائج وخيمة، وتشير المعلومات الأولية المتوفرة لدى »السياسي« أن الأمر تم بفعل فاعل. كانت مصالح الشرطة العلمية والتقنية التابعة لمصالح الشرطة القضائية للدرك الوطني قد فتحت تحقيقات أمنية واسعة لمعرفة من يقف وراء الحرائق التي تندلع بولايات الشرق آخرها كان بدائرة مسكينة ولاية أم البواقي حيث التهمت النيران عدد من غابات المدينة وتسببت في إتلاف أكثر من 7 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي، حيث انطلقت التحريّات الأمنية بعد نجاح وحدات إخماد الحرائق معززة بمصالح محافظة الغابات في إخماد سلسلة من الحرائق التي اندلعت على مستوى غابتي »المعزولة« و»ذراع الميزان« بذات المدينة، في حريقان منفصلان، وأشارت التحقيقات الأولية إلى إمكانية تورط بارونات تهريب الفحم باتجاه تونس، التي تستهدف نوعا معين من الغابات بها أشجار يتجاوز عمر العشرات منها 100 سنة، وإعادة غرس مثلها في الوقت الحالي يبقى أمرا صعبا جدا، وهي مثالية لمادة الفحم. كانت بداية هذه الحرائق المهولة مع بداية الشهر الحالي بولايات الشرق حيث أحصت مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني خلال 48 ساعة فقط من اندلاع 124 حريقا نشبت عبر 6 ولايات شرق البلاد، ويتعلق الأمر بكل من ولايات سكيكدةوبجاية، وجيجلوعنابة، والطارف، وڤالمة، فولاية بجاية أحصت وحدها اندلاع أكبر عدد من الحرائق ب53 حريقا، وسكيكدة ب42 حريقا ثلاثة منها لم تخمد بعد أما ولاية الطارف فسجل بها 13 حريقا وولاية جيجل سجلت بها 10 حرائق أما ولاية عنابة فسجلت بها خمسة حرائق وولاية قالمة حريق واحد. وخلفت هذه الحرائق بولايات الشرق خسائر مادية كبيرة مست مئات الهكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي والكافور والفلين وأشجار أخرى تغطي هكتارات من الغابات، كما أدت هذه الحرائق إلى محاصرة مئات العائلات في منازلها وأدى اتساع رقعتها إلى احتراق عشرات البيوت في أحياء بأكملها. وأسفرت هذه الحرائق عن إصابة عدد من الأشخاص بالاختناق بسبب كثافة الدخان حيث تم نقل العديد منهم إلى المستشفيات، نظرا لارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق الأربعين، بالإضافة إلى إتلاف أزيد من 500 هكتار من الأراضي في المناطق الفلاحية والغابية، إضافة إلى احتراق مئات رؤوس الماشية والأبقار، وشردت الحرائق أزيد من 300 عائلة بعدما التهمت النيران منازلها، وتسببت في مئات من حالات الإغماء في صفوف المواطنين بسبب الاختناق. ونظرا لخطورة الوضع، كانت مصالح الشرطة العلمية والتقنية التابعة لمصالح الشرطة القضائية للدرك الوطني قد فتحت تحقيقات لمعرفة ظروف وملابسات اندلاع الحرائق التي مست العديد من الهكتارات في المناطق الغابية والفلاحية، وألحقت خسائر كبيرة بالممتلكات الخاصة والعامة، وتشير المعلومات الأولية المتوفرة لدى »السياسي« أن الأمر تم بفعل فاعل.