ينبغي للإنسان أن لا يغفل عن الدعاء في أوقات الشدّة والرّخاء، قال عليه الصّلاة والسّلام: ''تعرَّف إلى الله في الرّخاء يعرفك في الشدّة'' أخرجه الترمذي وأحمد من حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، وقال الترمذي حديث حسن صحيح. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن سرَّه أن يستجيب الله له عند الشّدائد والكرب فليكثر من الدعاء في حالة الرّخاء'' أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، وقال حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وكما ينبغي للإنسان أن يدعو لنفسه بالخير والنّجاة من الشرّ، ينبغي له أن يدعو بمثل ذلك لوالديه ولأحبابه وللمسلمين، وليحذَر كلّ الحذر من الدعاء بالشرّ على نفسه أو على أولاده أو على ماله، أو على أحد من عباد الله، وإن ظلمه فَلْيَكِلْ أمره إلى الله، وليرض بنصرة الله له، وفي الحديث: ''مَن دعا على مَن ظلمه فقد انتصر'' أخرجه الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها. ولا خير في الدعاء بالشرّ على ظالم ولا غيره، وليجعل بدل الدعاء له، كما هي صفة عباد الله الحكماء.