شهد الطريق المحول للطريق السريع الرابط بين تيبازة وبواسماعيل إلى الجزائر أمس، مشادات بين قوات التدخل السريع وسكان دواوير سرحان و''شابيرو'' وحي عابد، الذين قاموا بقطع الطريق السريع على مستوى حي عابد ومحول الطريق بمدخل حي سرحان، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال بجروح. جاءت الحركة الاحتجاجية صبيحة أمس بعد إقدام مديرية الأشغال العمومية بتيبازة على غلق الممرات التي كانت قد أحدثتها الشركة الصينية المكلفة بإنجاز الطريق السريع ومحولاته بالإسمنت، ما أدى إلى محاصرة سكان دواوير المنطقة خاصة دوار عابد ودوار سرحان وشابيرو وبرقوق، الذين انتفضوا لحمل المسؤولين على إيجاد حل لمشكل ولوجهم لمقرات سكناهم. وأدت الاحتجاجات إلى شل حركة المرور عبر الطريق السريع في المحور الرابط بين تيبازة وبواسماعيل، الذي شهد اختناقا مروريا على مسافة فاقت 20 كيلو متر، ما أثار موجة قلق في صفوف أصحاب السيارات، مع تسجيل حالات إغماء وتدخل مصالح الحماية المدنية لإجلاء امرأة حامل تمكنت من نقلها بصعوبة قبل أن تستعين السلطات بقوات التدخل السريع لقمع الحركة الاحتجاجية، فيما استغل أصحاب السيارات تدخل الدرك لكسر الحاجز الخشبي وفتح الطريق، بينما أقام سكان باقي الدواوير مدعومين بسكان دوار سيدمو جيلالي حاجزا بالمتاريس والحجارة والعجلات المطاطية، مطالبين بالحضور الشخصي للوالي وإنجاز ممرات علوية تمكنهم من الاتصال بالعالم الخارجي وكسر حاجز العزلة المفروض عليهم بعد إعادة غلق الممرات بالجدار الإسمنتي الفاصل بين الطريق السريع المحول من وإلى مدينة تيبازة. وأدى تدخل قوات مكافحة الشغب إلى اندلاع مشادات بين الطرفين استعملت فيها قوات الدرك القنابل المسيلة للدموع، فيما انتفض المحتجون من شبان ورجال ونساء وحتى الأطفال ورشقوا قوات التدخل بالحجارة، أسفرت عن إصابة ثلاثة أطفال بجروح على مستوى الوجه والرأس واليد مع تسجيل حالات ذعر وإغماء في أوساط النساء الماكثات بالبيوت، دون أن تسفر عملية التدخل عن فتح الطريق، حيث أبقى المحتجون على الطريق مقطوعا، فيما اضطرت قوات التدخل السريع إلى المكوث بعين المكان في انتظار ما يسفر عنه اجتماع الوالي ورئيس الدائرة بثلاثة ممثلين عن الأحياء المذكورة. وأكد رئيس الدائرة الذي التقته ''الخبر'' بعين المكانو أنه سيعمل على إيجاد حل للمشكلة مع المصالح المختصة، فيما استنكر سكان الدواوير عدم تفكير الجهات المكلفة بإنجاز الطريق السريع في مصيرهم ومصير أبنائهم المتمدرسين الذين لن يتمكنوا من بلوغ مقاعد الدراسة بسبب غلق الممرات، وعدم وجود ملاجئ مواقف للنقل، وخطر الطريق بسبب عدم جدوى الممهلات، فيما تضطر الحافلات إلى التوقف وسط الطريق السريع، مؤكدين أن أبناء الأحياء المذكورة يضطرون إلى قطع مسافات طويلة في اتجاه سيدي راشد، والعودة مجددا عبر الطريق المقابل للانحدار نحو مدينة تيبازة. وذهب المحتجون للحديث عن صعوبة نقل موتاهم والتأخر في إجلاء المرضى نحو المستشفيات ويقول أحد المسنين المحتجين ''لسنا بحاجة لقوات التدخل، بل لمن يتدخل لحل مشاكلنا''، ويضيف شاب آخر معلقا على الوضع ''مديرية الأشغال العمومية على علم بقضيتنا، وعليها إيجاد حل لفك الحصار عنا، فلا هي ولا مكتب الدراسات أخذوا وضعنا بعين الاعتبار''.