اتهم رئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفسور عبد الكريم شلغوم، القائمين على المشاريع الكبرى في الجزائر بالتهاون في إجراء الدراسات التقنية والجيوفيزيائية، والتسرع في تجسيد المشاريع على حساب النوعية. ويتكرر نفس المشكل تحديدا في الطريق السيّار شرق غرب، الذي تقرر غلق شطره الرابط بين البويرة والأخضرية من أجل إعادة التهيئة، ما يعد ''فضيحة'' لا يمكن السكوت عنها. واستغرب المتحدث في تصريح ل''الخبر''، أمس، أن يتم إعادة غلق شطر الطريق السيار شرق غرب على مستوى البويرة والأخضرية، التي كانت أشغاله أسندت للمجموعة الصينية ''سيتيك'' على مسافة 169 كيلومتر، مضيفا ''الأمر يعد فضيحة كبيرة، لأن أشغال التهيئة تستغرق 15 شهرا، وهو ما يعني أن مشاكل تقنية كبيرة تواجه شطر المشروع، ما يتطلب الكثير من الوقت''. الأكثر من هذا كله، يضيف المتحدث بأن ''الأمور المعقدة ترتبط أساسا بالمنشآت الفنية ولا يعني إنجاز طريق سيار الاعتماد على مجرد عملية تزفيت''. وفتح الخبير في الأشغال العمومية والمخاطر الكبرى النار على الشركات الصينية، التي تصنف في أمريكا والدول الأوروبية في القائمة السوداء، بالنظر إلى ''تهم الرشوة ونوعية الإسمنت وفضائح انهيار المنشآت الفنية والجسور التي وقعت في الصين، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن المشاريع التي أوكلت مهمتها إلى الشركات والمجمعات الصينية''. وطالب المتحدث بضرورة القيام بمسح كل المنشآت الفنية التي أنجزتها الشركات الصينية في الجزائر، من أجل التدقيق في مدى توافقها مع المعايير الدولية لمواجهة المخاطر الكبرى وفي مقدمتها الزلازل. وربط المتحدث الأمر بما يسجل من عيوب في مشاريع هذه الشركات في الصين أو في الجزائر، وأحسن مثال على ذلك الطريق السيار شرق غرب، الذي أنجزت أغلب منشآته الفنية من جسور وأنفاق في الليل، مع غياب الرقابة التقنية والهندسية الكافية. ونبه عبد الكريم شلغوم إلى أن أغلب الدراسات المتعلقة بالمشاريع الكبرى، يجب ألا تقل دراساتها التقنية عن السنتين قبل وبعد انطلاق الأشغال، بالنظر إلى مشاكل التربة والفيضانات والسيول الجارفة. وكان قرار غلق شطر الطريق السيار شرق غرب على مستوى البويرة، أثار الكثير من التساؤلات عن جدوى الأشغال التي أوكلت للمجمع الصيني، الذي أنهى الأشغال في ظرف قياسي، من دون مراعاة مشكل انزلاق التربة، الذي بدا واضحا في عدة مناطق بالقرب من نفق البويرة أو بالقرب من الأخضرية، حيث أحدثت الانزلاقات الكثير من الأضرار على الطريق، وتسببت في عدة مشاكل بالنسبة للسائقين، وحدث نفس الشيء بالنسبة لمقطع الطريق السيار في الجهة الغربية على مستوى عين الدفلى، وهو ما يقود بالضرورة إلى القيام بأشغال تهيئة أيضا.