جددت، أمس، المئات من عاملات المؤسسة العمومية لتسيير منشآت ما قبل المدرسي ''بريسكو'' وقفتهن الاحتجاجية أمام مقر المركزية النقابية بالعاصمة، إثر شروع العديد من مديرات رياض الأطفال في تطبيق التوقيت الجديد على المربيات، في وقت ترفض المديرية العامة فتح الحوار معهن. قالت عدد من المحتجات، ممن تحدثن ل''الخبر''، إن الإدارة تمردت عليهن، ورفضت فتح باب الحوار، أو حتى الرد على المراسلات والطعون، احتجاجا على التوقيت الجديد الذي اعتبرته المربيات مجحفا في حقهن وحق الأطفال، حيث أن ''الإدارة فكرت في مصالحها فقط، ولم تفكر في الطفل والمربية. لا يعقل الاشتغال 8 ساعات ونصف دون انقطاع''. واعتبرت المربيات المحتجات أن توزيع التوقيت الجديد يخالف القانون الداخلي المعدل في ماي 2010، والذي تنص المادة 35 منه على أن المربيات يشتغلن من الساعة 7.30 إلى 13.00 والفوج الثاني من 12.30 إلى 17.30 وتولد هذه الوضعية المتأزمة إثر افتتاح 11 دار حضانة جديدة، وبعد تحويل عدد من المربيات إليها وتعديل توقيت العمل، ما أدى إلى ارتفاع عدد الأطفال الذي ينبغي رعايتهم لكل مربية. وبالنظر إلى إقدام الجهات المعنية على فتح دور حضانة جديدة، دون تأطيرها بعدد إضافي من المربيات، والاكتفاء بالاستعانة بالمربيات الموجودات في دور الحضانة القديمة، اشتكت المربيات من التحويل الإجباري من مؤسسة إلى أخرى، بالرغم من علم الإدارة بوضعية المربية العاملة وظروفها، مع مضاعفة وتيرة العمل التي وصلت إلى 60 طفلا للمربية الواحدة، حيث أبدين رفضهن للتغيير الطارئ على التوقيت، بعدما باتت الفترة الصباحية من الساعة السابعة إلى التاسعة، والفترة المسائية من الثالثة مساء إلى الخامسة، وتؤطر من طرف مربية واحدة لكل قسم، في حين لا يتعدى الحد الأدنى من أجر هذه الفئة 16 ألف دينار، وقالت إحداهن إنهن ''محرومات من منحة الأكل، رغم أن أولياء الأطفال يدفعون مبلغا شهريا يبلغ 4000 دينار عن الطفل الواحد''. كما أكدت بعض المربيات ل''الخبر'' على سوء ظروف الاستقبال والتكفل بالأطفال، حيث تضطر مربية واحدة إلى رعاية أزيد من 25 طفلا بمفردها، وهو ما يجعل السهر على سلامتهم واحتياجاتهم دفعة واحدة جد صعبة، كما أضافت محدثتنا أن الوجبات التي توجه للأطفال لا توفر الغذاء الكامل لهم، كما أبدى بعض الأولياء أيضا رفضهم للوضع، بعد عملية التحويلات في صفوف الأطفال التي تم إجراؤها بعد افتتاح دور الحضانة الجديدة، وهو ما اعتبروه غير مناسب لهم، في ظل بعد الدور الجديدة عن أماكن إقامتهم وعملهم. ومن جهتها، أكدت الأمينة العامة لنقابة مؤسسة منشآت ما قبل التمدرس ''بريسكو'' وردة بوردين أن توظيف مربيات جديدات في المؤسسة، التي تضم 600 مربية، سيكون حسب حاجة رياض الحضانة ال11 التي سيتم افتتاحها خلال السنة الجارية، مع إخضاع 90 مساعدة مربية جديدة للتكوين بغرض إدماجهم، وأوضحت، في لقاء مع ''الخبر''، بأنه تم وضع 4 دور حضانة جديدة تحت تصرف العائلات بكل من المرادية والمقرية وجسر قسنطينة والمحمدية، في حين ينتظر استكمال المتبقية التي بلغت نسبة الأشغال بها 90 من المائة، والتي تتواجد عبر بلديات الدارالبيضاء والدرارية وسيدي موسى وأولاد شبل والحمامات والرايس حميدو، مع افتتاح مطعم جديد ببلدية حسين داي. وأشارت المتحدثة إلى تفهم الإدارة لانشغالات المربيات اللواتي تم نقلهن إلى رياض الحضانة الجديدة، لبعدهن عن إقامتهن، حيث سيعاد نقل كل مربية إلى دار الحضانة الأقرب إلى منزلها بعد افتتاح المراكز المتبقية، وأردفت أن الزيادات في الأجور، التي بلغت 15 بالمائة، ستعزز بمنح وتعويضات لفائدة المربيات قبل نهاية السنة الجارية.وأضافت أن رفع الحجم الساعي ب6 ساعات جاء وفقا لما ينص عليه قانون العمل، بعد تغيير العطلة من الخميس إلى السبت، مؤكدة أن ظروف العمل جد مواتية، في ظل تخصيص مربيتين لكل فوج بالنسبة للأكابر من 4 سنوات فما فوق، في حين يخصص 3 مربيات للأطفال من سنتين إلى 3 سنوات، أما بالنسبة للرضع فتخصص مربية لكل 5 أطفال، مع تخصيص مجال للبرنامج البيداغوجي من الساعة ال9.00 إلى 14.30، مبرزة أن رياض الأطفال تختلف من حيث طاقة الاستيعاب التي تتراوح ما بين 80 طفلا إلى 200 طفل في كل روضة.