منذ أشهر صنّف تقرير دولي أنجزته صحيفة ''الإيكونوميست أنتلجنس'' البريطانية، الجزائر العاصمة في المراتب الخمس الأخيرة بين أسوأ مدن العالم، من حيث ظروف العيش، وليست هي المرة الأولى التي تصنف الجزائر العاصمة في مؤخرة مدن العالم من حيث ظروف الحياة ومستوى المعيشة، ويكفي القيام باستطلاع سريع لبعض أحياء العاصمة، ليتأكد المرء من مدى صدقية هذا التقرير، فالخدمات فيها أصبحت على قدر كبير من الرداءة، لاسيما فيما يتعلق بالنظافة والبيئة. ومنذ أيام فقط قررت السلطات المحلية بالجزائر العاصمة غلق مفرغة أولاد فايت بعد أن بلغت مرحلة متقدمة من التشبع، دون أن تجد بديلا لها ليصبح من الصعب على مؤسسة تسيير النفايات المنزلية لولاية الجزائر وشاحنات مختلف بلديات العاصمة رمي أزيد من 3 آلاف طن يوميا من النفايات المنزلية. تعاظم مشكلة رمي النفايات بهذا الشكل ''المقلق'' يدفعنا حتما إلى طرح سؤال بريء عن سر تزامن هذا الإجراء غلق مفرغة أولاد فايت الوحيدة بالعاصمة مع شروع حكومة سلال في حملة ''تنظيف وتزيين المدن وإزالة الأوساخ''، وهي المهمة التي تكفل بها وزير الداخلية ولد قابلية بالتعاون مع بعض الولاة. لقد دعا ولد قابلية الولاة إلى الانخراط في عملية تطهير وتنظيف المدن، مؤكدا بأن هذه العملية ليست ظرفية وإنما ستبقى مستمرة حتى يندمج فيها كل الجزائريين، وقال الوزير خلال الاجتماع الجهوي الذي جمع مؤخرا أعضاء من الحكومة بولاة الوسط والجنوب والهضاب العليا الوسطى، إن عملية رفع النفايات المنزلية ''ليست عملية ''سحرية'' تستدعي توفير أحدث التكنولوجيات، كما لا تستدعي هذه المهمة حسبه ''أعوانا مؤهلين حاصلين على تكوين عال''. وأمام هذه المستجدات قرار غلق المفرغة بعاصمة البلاد فإن برنامج الحكومة سيتأثر وسيدفع بالوزير ولد قابلية إلى الإقرار بأن عملية إزالة النفايات المنزلية هي ''سحرية''، عكس ما صرح به منذ أسابيع بقصر الأمم، لأنه اليوم أمام معضلة حقيقية تتمثل في البحث عن مكان بسيط في بلد شاسع تفوق مساحته أكثر من مليوني كيلومتر مربع من أجل رمي نفايات سكان العاصمة فقط، وأمام هذه المستجدات أيضا ألا يحق لنا أن نتساءل ''كيف لسلطات عاجزة عن إيجاد مساحة لرمي الأوساخ أن ننتظر منها إقلاعا حضاريا يخرجنا من التخلف ومظاهر البؤس والقذارة؟''.