شهد الطريق السريع في مقطعه الرابط بين الدارالبيضاء والرويبة بالعاصمة، صباح أمس، حادث مرور خطير، نجم عن اصطدام أربع سيارات وشاحنة خاصة بنقل الوقود، وهو ما أسفر عن حالة وفاة و5 جرحى، تم نقلهم إلى مستشفى الرويبة لتلقي الإسعافات الأولية. الحادث وقع بجوار محطة الرويبة للوقود رقم (ج.د 1651)، وحوش ''السانتيس'' الذي تقطنه أزيد من 150عائلة. وحسب سكان الحي، فإن الحادث الذي وقع في حدود الساعة الرابعة و 45 د صباحا، كان الثاني، بعد وقوع حادث انقلاب شاحنة كانت تنقل الأتربة على الساعة الواحدة صباحا. وأكدت العائلات في حديثها ل''الخبر'' أنهم أصيبوا بحالة ذعر شديدة، أدت بهم إلى الفرار من منازلهم في ساعات مبكرة من الصباح، خوفا من انفجار محطة الوقود المجاورة لسكناتهم. وحسب شهود عيان، فإن غياب ممهلات أو إشارات تنبه إلى حالة الطريق أو أعوان يكلفون بتخفيف سرعة السيارات، عجّل بوقوع الحادث، حيث لم تقم الجهات المعنية بتنظيف الطريق من الأتربة التي خلفها الحادث الأول، كما لم توضع أي إشارة لتخفيف سرعة المركبات. وما تزال آثار الحريق ظاهرة عبر الطريق السريع، الذي شهد مستعملوه حالة شديدة من الذعر والترقب. ويرجع السبب الرئيس في الحادثة، حسب المعلومات المتحصل عليها من طرف فريق التحقيق بمكان الواقعة، إلى الحادث الذي تعرضت له شاحنة نقل الأتربة على الساعة الواحدة صباحا، وتسببه في انتشار التراب على مساحة واسعة من الطريق السريع، الأمر الذي أجبر السيارات على استعمال خط واحد، وبعد قرابة 3 ساعات من الحادث الأول خرجت شاحنة نقل البنزين من نوع ''دايو'' من المحطة في حدود الساعة الرابعة والنصف، إلا أنها لم تتمكن من استعمال الرواق الأول من الطريق المحاذي لها نظرا للأتربة المترسبة، ما أجبر السائق على استعمال الرواق الثاني. وقد استدعى الأمر من سائقي السيارات التي كانت تسير خلف الشاحنة، لتخفيف السرعة في انتظار خروج شاحنة نقل الوقود، إلا أن سيارة رباعية الدفع من نوع ''رانج روفر'' اصطدمت بسرعة فائقة بالسيارة الصينية التي تشتغل ب''سير غاز''، ما أدى إلى انفجار العبوة المتواجدة بمقدمة السيارة، وانتشار النيران بباقي أجزائها لتمتد إلى خزان شاحنة نقل الوقود، والسيارات الأخرى المجاورة لها. وتسبب الحادث في تفحم جثة سائق السيارة الصينية، حيث لم تتمكن مصالح الدرك الوطني والحماية المدنية من تحديد هويته، نظرا لاحتراق وثائق السيارة وتفحم جثته بالكامل، كما لم تتمكن، حسب المحققين المتواجدين بعين المكان، من تحديد جنسه إن كان رجلا أو امرأة، بعدما اضطروا إلى جمع أشلائه بصعوبة نتيجة انفجار عبوة ''سير غاز''. كما أسفر الحادث عن جرح خمسة آخرين حالفهم الحظ في الفرار من سياراتهم، قبل تفحمها كليا، حيث تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى الرويبة، ليتم إعادة توجيههم إلى مصالح الدرك الوطني بالمنطقة. وحسب المحققين المتواجدين في عين المكان، فإن التحقيق جارٍ على عينات الدم المسحوبة من السائقين المعنيين بالحادث والمركبات، ليتم تحديد المسؤولية. ووفقا لما أكده عمال محطة الوقود المجاورة، فإنهم سارعوا إلى تعطيل حركة السير في الطريق تفاديا لمزيد من الخسائر، وحاولوا إطفاء حريق السيارات بالمطفآت المتواجدة بحوزتهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، ما أدى إلى تفحم 4 سيارات بالكامل وخزان شاحنة الوقود.