لا يزال التوتر يخيم على الحدود التركية السورية بعد سقوط قذائف على الأراضي التركية أطلقت من الجارة سوريا لليوم السادس على التوالي، ولم تنتظر أنقرة كثيرا لترد بسرعة على مصادر القصف، وكان أردوغان قد دعا شعبه، أول أمس، للاستعداد للدخول في حرب ''إذا لزم الأمر''، في حين حذر الأمين العام الأممي، بان كي مون، من وضع ''بالغ الخطورة'' على الحدود السورية التركية. أعلن مسؤول تركي، في تصريح صحفي، أن الجيش التركي وجه ضربة ثأرية لسوريا، أمس، عقب سقوط قذيفة مورتر أطلقت من الأراضي السورية على منطقة ريفية بإقليم هاتاي في جنوب تركيا. ليكون بذلك اليوم السادس على التوالي الذي ترد فيه القوات التركية على قصف من الجانب السوري من الحدود. وصرح المسؤول التركي أن القذيفة القادمة من الأراضي السورية سقطت داخل الأراضي التركية على بعد يتراوح بين 150 و200 متر من الحدود في منطقة حاجي باشا نحو الساعة الثالثة من بعد الظهر. وخلال الأيام القليلة الماضية، عززت القوات التركية وجودها على طول الحدود المشتركة مع سوريا بامتداد 900 كيلومتر. وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد طلب، أول أمس، من بلاده الاستعداد للحرب إن لزم الأمر. وأكد أردوغان أن الجيش التركي سيقوم بما هو ضروري في هذا الصدد، وقال إنه لا ينبغي لأحد اختبار الحزم التركي. وأوضح رئيس الوزراء التركي أن بلاده ستظل تدعم الشعب السوري حتى يكون النصر حليفه في حربه التي يخوضها للدفاع عن نفسه وعرضه وحقوقه المشروعة. وأضاف أردوغان: ''أمنيتنا أن يضع النظام السوري عقله في رأسه، ويحجم عن الأعمال العدوانية تجاه تركيا وتجاه شعبه''. من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، من الوضع ''بالغ الخطورة'' على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة السورية على لبنان. وقال بان كي مون، في خطاب ألقاه خلال افتتاح أول ''منتدى عالمي للديمقراطية'' ينظم في مجلس أوروبا في ستراسبورغ: ''إن تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة على لبنان أمران بالغا الخطورة''. وتابع: ''إن الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأساوي، إنه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة''. وبعد أن عبر عن قلقه الشديد إزاء التدفق المستمر للأسلحة إلى الحكومة السورية، وكذلك إلى قوات المعارضة، دعا كل الأطراف إلى وقف استخدام العنف والتوجه نحو حل سياسي، لأنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. من جانبها، اعتبرت دمشق أن تصريحات وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، المتعلقة بتسلم نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، رئاسة حكومة انتقالية في سوريا، يعكس ''تخبطا وارتباكا'' سياسيا ودبلوماسيا. وأورد التلفزيون الرسمي في شريط عاجل تصريحا لوزير الإعلام، عمران الزعبي، قال فيه إن ''ما قاله أوغلو يعكس تخبطا وارتباكا سياسيا ودبلوماسيا لا يخفى على أحد''. وأضاف أن ''تركيا ليست السلطة العثمانية والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق والقاهرة والقدس''. وفي الولاياتالمتحدة، قال المترشح للانتخابات الرئاسية الجمهوري، مت رومني، إنه سيدعم معارضي سوريا بالأسلحة الثقيلة إن انتخب رئيسا للولايات المتحدة، كجزء من سياسة أكثر هجومية بالشرق الأوسط، متهما الرئيس الديمقراطي باراك أوباما بإضعاف أمريكا.