قال الرئيس بشار الأسد، إن اتهامات الحكومة العراقية لسورية حول تفجيرات بغداد "لا أخلاقية"، موضحا أن دمشق لم تتلق ردا على طلبها الحصول على أدلة على هذه الاتهامات. وقال الأسد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي ديمترس خريستوفياس في دمشق "عندما تتهم سورية بقتل عراقيين وهي تحتضن مليونا ومئتي ألف عراقي فهذا اتهام لا أخلاقي". وأضاف "عندما تتهم سورية بدعم الإرهاب وهي تكافحه منذ عقود وكانت دول في المنطقة وخارج المنطقة تدعم نفس الإرهاب، فهذا الاتهام سياسي لكنه بعيد عن المنطق السياسي. وعندما تكون الاتهامات بدون دليل فهذا خارج منطق القانون". وتابع الرئيس "لذلك قامت سورية مباشرة بعد صدور الاتهامات بالطلب رسميا إلى العراق بإرسال وفد إلى سورية ومعه الأدلة حول هذه الاتهامات". وقال الأسد "حتى هذه اللحظة لم يصلنا أي رد بعد مرور أيام على صدور الاتهامات. لذلك وبعيدا عن المزايدات السياسية في الإعلام، سورية حريصة على الشعب العراقي وعلى مصالحه كحرصها على مصالح ودماء وأرواح الشعب السوري". وكان العراق طلب من سورية تسليم عراقيين يشتبه بضلوعهما في الهجومين اللذين وقعا في العاصمة العراقية في 19 أوت وأسفرا عن مقتل 95 شخصا وجرح 600 آخرين. وفي مطلع الأسبوع استدعت بغداد سفيرها في دمشق التي ردت بعد بضع ساعات باستدعاء سفيرها في بغداد. وبث العراق أمس اعترافا من متشدد ينتمي لتنظيم القاعدة يتهم فيه ضباط مخابرات سوريين بتدريب مقاتلين أجانب مثله في أحد المخيمات قبل إرسالهم للقتال في العراق. ويظهر في التسجيل المصور رجل يصف نفسه باسم محمد حسن الشمري (29 عاما) من المملكة العربية السعودية والذي ألقي القبض عليه في محافظة ديالى للاشتباه في كونه من زعماء تنظيم القاعدة في العراق. وجرى اعتقاله قبل تفجيرات الأسبوع الماضي لكن الحكومة العراقية استخدمته رغم ذلك لتوضيح اتهامات ضد سورية. ولم يتسن التحقق من روايته من جهة مستقلة. وزعم الشمري انه عندما وصل إلى سورية من السعودية استقبله احد المتشددين واصطحبه إلى معسكر تدريب تابع للقاعدة في سورية. وأضاف أن رئيس المعسكر كان ضابطا بالمخابرات السورية واسمه أبو القعقاع. وأضاف أن الضباط أعطوهم دروسا في الشريعة الإسلامية ودربوهم على القتال. وقال أن المعسكر كان معروفا بشكل جيد لدى المخابرات السورية. وفي داخل العراق قال الشمري انه تلقى المزيد من التدريبات في محافظة الانبار الواقعة على الحدود مع سورية إلى جانب 30 من المقاتلين الأجانب الآخرين. والتقى بعد ذلك بزعيم القاعدة في العراق عمر البغدادي الذي قال انه عينه زعيما للقاعدة في محافظة ديالى التي تتسم بالعنف. وقال انه شن هجمات مسلحة على نقاط تفتيش تابعة للشرطة في ديالى وخطف ضباطا عراقيين وابتز أموالا مقابل الإفراج عنهم أو قتلهم بسكاكين ودبر تفجيرات انتحارية.