اليوم يصوّت الأمريكيون على رئيسهم الجديد رقم 145 أو الإبقاء على الرئيس السابق باراك أوباما لعهدة رئاسية ثانية. وفي كلتا الحالتين يصعب على الفائز الخروج من وضع الجمود المؤسساتي، لأن طبيعة الانتخابات العامة التي تجري اليوم، ونظرا إلى استطلاعات الرأي التي لا تحدد فارقا كبيرا بين المتنافسين، ستضع الفائز في صراع مع الهيئات التشريعية. يرى المحللون أن طبيعة التشكيلة الحالية للبرلمان لن تتغير بشكل كبير. فمن المتوقع أن يبقى مجلس الشيوخ ديمقراطيا ومجلس النواب في قبضة الجمهوريين. حتى وإن حدث تغيير لن يكون هذا التغيير جوهريا. الرئيس المنتخب سيبحث عن أصوات في المعسكر الآخر لتمرير مشاريعه. وذلك ما حدث مع أوباما في بداية 2009 عندما صوّت على مشروع الإنعاش الاقتصادي ثلاثة من الجمهوريين. كما عانى أوباما من متاعب جمة في ملف التأمين الصحي، خاصة مع نهاية مشروع تخفيض الضرائب الذي أتى به بوش والذي تنتهي صلاحيته في نهاية السنة الجارية. ويرتقب أن يطرح خفض ميزانية الدفاع المقتطع من المشاريع الاجتماعية، مع بداية السنة، قلقا كبيرا لدى الجمهوريين. وبالرغم من التقارب الواضح في الأصوات، نظرا لعمليات الاستطلاع التي يتراوح فيها الفاصل بين نقطة ونقطتين، تبقى الفوارق السياسية كبيرة بين المرشحين، خاصة في السياسة الخارجية والدفاع، إذ لا يستبعد عودة سياسة العصا الغليظة التي انتهجها بوش الابن، خاصة إذا تم انتخاب الجمهوري ميت رومني، حيث ستكون الوعود منسجمة مع الواقع، وليس كما حدث مع أوباما في ملفات الشرق الأوسط والعراق وأفغانستان، في بحثه عن التوازنات، حيث ابتعد عن تحقيق وعوده الانتخابية أو جزء منها. وللانتخابات الجارية اليوم طابع عام، وتجري في معظم الولايات، فهي تشمل مجلس الشيوخ وغرفة النواب، ومجالس الدولة والمحليات... وينتخب الرئيس ونائبه من طرف الناخبين الكبار الذين يعيّنون بالأغلبية في كل ولاية وعددهم .538 وتتصدر فلوريدا القائمة بعدد 29 ناخبا، قبل بنسيلفانيا (20 ناخبا) ثم أوهايو (18) كارولين الشمالية (15) وفرجينيا (13) وسكونسين (10) وكلورادو (9) وإيوا (6) ونيفادا (6)... ويكفي المتفوق الحصول على 270 صوت ليصبح رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية. وتعتبر الملفات الداخلية والخاصة بالعمل والتأمين الصحي أهم الملفات التي ستصنع الفارق بين المترشحين، خاصة في الولايات المتأرجحة، باعتبار أن آخر استطلاعات الرأي أظهرت تقاربا بين أوباما ورومني.