بناء أوبرا الجزائر مهم لكن يجب إعادة النظر في مناهج التدريس كشف قائد الأوركسترا السمفونية ''الجزائر فرنسا''، أمين قويدر، أن الفنان الفلسطيني، مارسيل خليفة، أعطى موافقته على إحياء حفل كبير بالجزائر السنة المقبلة، يقدّم خلاله مجموعة من الأناشيد الوطنية الجزائرية على النمط السمفوني، يشرف على توزيعها أمين قويدر، وهذا احتفاء بالذكرى الخمسين للاستقلال. من قلب العاصمة، اختار أمين قويدر الموسيقى الكلاسيكية.. كيف جاء الاختيار؟ نشأت في وسط يحب الموسيقى، خاصة والدي الذي يتذوّق موسيقى الشعبي ويستمع للحاج العنقى ومصطفى اسكندراني وشرشام عبد القادر. لكن بحكم الفترة التي عاشها خارج الوطن، وبالضبط في الدانمارك، فقد تعلق أيضا بالموسيقى الكلاسيكية. أدخلني إلى معهد الموسيقى وعمري 7 سنوات، وباقتراح من شرشام، وجهني إلى الموسيقى الكلاسيكية، حيث اكتشفت تعلقي بها واهتمامي. فبدأت بتعلم العزف على الكمنجة، ثم البيانو. وبالموازاة، أكملت دراستي في ثانوية الإدريسي إلى غاية البكالوريا، حيث توجهت بعدها إلى مدرسة القبة لنيل شهادة ليسانس في علم الموسيقى، وتحصلت عليها سنة 1990 لألتحق بفرنسا، حيث أتممت الدراسة في المعهد العالي للموسيقى بمارسيليا، ثم باريس، فالدانمرك، بالإضافة إلى تربصات في أوروبا وأمريكا، وخصوصا بسان ستراسبورغ في روسيا. أكيد أنك للوصول إلى هذه المرحلة المتقدّمة، مررت بعدة تجارب؟ أكيد.. فقد كنت، مثلا، أول قائد جوق جزائري عربي مسلم يتولى الأوركسترا الشهيرة ''الكيروف'' لأوبرا سانسترسبورغ، كما قدت الأوركسترا الفلهمونية العالمية لليونسكو، وكنت مديرها الفني مع المجموعة الصوتية، كما تحصلت على لقب فنان السلام لليونيسكو، وأحييت حفلات كثيرة في إطار الحوار بين الثقافات والحضارات، بين الشرق والغرب.. وفي سنة 2001 التحقت بالجزائر، وأسست الأوركسترا السمفونية الوطنية وكنت المدير الفني، حيث أشرفت على انتقاء الموسيقيين، وقد شاركت هذه الأوركسترا في عدة تظاهرات. ماذا أضفت للأوركسترا السمفونية الجزائرية، أو بما ميّزتها؟ لقد ركّزت في تكوين هذه الأوركسترا على الاحترافية والنوعية الرفيعة في الأداء والتنظيم الصارم، أما الجديد، فقد قمت بإدخال آلات موسيقية عربية أو محلية فيها، كالعود والقانون والتار والدربوكة والزرنة والبندير، لكن بالأخص أعدت توزيع ألحان جزائرية على النمط السمفوني. كيف تم تأسيس أوركسترا ''الحزائر فرنسا''؟ حضرت بعد 5 سنوات غياب، للاحتفال بعيد أول نوفمبر. وفي إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، أسّسنا أوركسترا ''الجزائر فرنسا''، وتضم 25 موسيقيا جزائريا، و25 فرنسيا ذوي مستوى عال. وقد كان الحفل الذي احتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا ناجحا، وتميّز بعزف أناشيد وطنية على النمط السمفوني، وقد تجاوب الجمهور بقوة مع المعزوفات. تم وضع حجر أساس بناء أوبرا الجزائر، هل تعتقد أنها ستساهم في تقريب الجمهور للموسيقى الكلاسيكية العالمية؟ أعتقد أن للموسيقى الكلاسيكية العالمية جمهورا مهما في الجزائر، والدليل على ذلك الحضور القوي في حفل قصر الثقافة، وكل حفلات الأوركسترا السمفونية تلقى نفس الإقبال. لكن ملاحظة فقط، أن الجمهور الجزائري متطلب كثيرا، فهو يحب الموسيقى الكلاسيكية ذات المستوى العالي، وبناء الأوبرا جاء في وقته، لأن هناك جمهورا يرغب في الاستماع إليها في مكان راق وجميل، بالإضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من الموسيقيين الجزائريين خارج الوطن، ولهم مستوى عالمي، ووجود الأوبرا سيجمعهم ولِمَ لا نؤسس لفرقة أوبرالية جزائرية. كمختص في الموسيقى الكلاسيكية، هل أنت راض على مستوى تدريسها في الجزائر؟ إلى حد الآن، لست راض على مستوى التدريس. فإذا أردنا أن نكون في مستوى وجود أوبرا في الجزائر، يجب إعادة النظر في منهج التدريس الموسيقي. الجزائر مازالت متأخرة في هذا المجال مقارنة مع بعض الدول العربية، ولا أقول الأوروبية، لأننا بعيدون جدا ومازلنا نستعمل المناهج القديمة، رغم أن هناك عددا كبيرا من الدول استفادت من أحدث المناهج. هل من مشاريع على المدى القريب؟ وضعت خطة عمل ثرية تضم عددا من المشاريع، منها حفل مع سفارة النمسا وسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما أهم مشروع، فهو التحضير لحفل كبير مع مارسيل خليفة، يؤدي فيه أناشيد وطنية جزائرية، أقوم بتوزيعها على النمط السمفوني، وذلك سنة 2013 احتفاء بخمسينية الاستقلال.