يحتكر موضوع مباراة (مصر - الجزائر) المقررة بالقاهرة يوم 14 نوفمبر القادم حديث الشارع الجزائري منذ عدة أسابيع، لاسيما بعد اللقاء ما قبل الأخير في تصفيات المونديال وكأس إفريقيا الذي جمع الجزائر ورواند، وتخصص للموضوع مساحات كبيرة في الجرائد الوطنية يوميا. فالمباراة تعتبر فاصلة وأخيرة في رزنامة التأهيليات لكن الفريق الجزائري يحوز تقدما كبيرا من كل النواحي، حيث أنه يحتل مقدمة الترتيب بفارق (3) نقاط على منافسه المصري ويتقدمه أيضا في فارق الأهداف، الأمر الذي يعطيه أسبقية بسبب بسيكولوجية معتبرة قبل اجراء المباراة، فالضغط يكون أكثر من جانب الفريق المصري الذي عليه استدراك هذا التأخر، عكس منتخبنا الذي يكفيه تسيير المباراة بذكاء والحفاظ على حظوظه وتقديم امكانياته في وسط الميدان والدفاع وكذا الهجوم في القاهرة. والمتتبع لمسيرة »الخضر« في هذه التصفيات يتأكد أن التغيير النوعي الذي ظهر على التشكيلة الوطنية يكمن في درجة التركيز خلال المقابلات، بفضل عقلية احترافية اكتسبوها في مختلف الملاعب منذ سنوات على المستوى العالي في أنديتهم وواصلوا بها منذ فترة في المنتخب الوطني، فهذا التركيز هو نقطة قوة إضافية للفريق الجزائري في مباراة القاهرة. تنظيم في كل المجالات ويقال أن كرة القدم لعبة جماعية تعتمد على كل الذين يشكلون الفريق من لاعبين وطاقم فني إداري، حيث أن اللاعبين شكلوا لحمة وجو مناسب لهم للارتقاء الى ما هو أفضل، والوصول الى ذلك تم بفضل عمل إداري منظم لكل التحضيرات والتربصات بصفة احترافية ارتاح لها جل عناصر الفريق الوطني. لكن دور الطاقم الفني الذي يرأسه رابح سعدان أضاف الكثير من الناحية التكتيكية واستعمال امكانيات الفريق في الوقت المناسب. وبالتالي، فإن كل التحاليل والتصريحات تصب في دور الطاقم الفني على رسم خطة بالقاهرة والتحضير لها بشكل موفق، وهنا يمكن التحدث عن تجربة وقدرات المدرب سعدان الذي صادفته في مسيراته الطويلة محطات مماثلة وتمكن الخروج منها بامتياز مما يعطي لنا آمالا كبيرة في تحقيق انجاز بالقاهرة. وللتذكير »بخرجات« سعدان الموفقة في مقابلات فاصلة للتأهل أو النهائيات يمكن تسجيل في هذا الاطار مساهمته في طاقم فني يضم كذلك معوش وروغوف في العودة من نيجيريا بفوز فتح أبواب المونديال للفريق الجزائري، في كأس العالم .1982 وعاد مرة أخرى في عام 1986 في تأهيلات المونديال وكان على رأس المنتخب الوطني الذي أبدع في المباراة الأخيرة لهذه المنافسة في تونس، أين فاز زملاء مناد وبلومي وعصاد على الفريق التونسي في عقر داره (14) في أمسية تاريخية. وبعد مغادرته الفريق الوطني درب سعدان الرجاء البيضاوي المغربي الذي لعب المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأندية البطلة أمام مولودية وهران بعاصمة الغرب الجزائري وهنا وبفضل خطة محكمة تمكن سعدان من خطف الكأس من فريق الحمري خارج ميدان ناديه. وفي وقت قريب منا وعندما كان يدرب فريق وفاق سطيف الذي تأهل لأول نهائي له في كأس الأندية العربية، لعب النسر الأسود لقاء الذهاب بسطيف أمام الفيصلي الأردني، انتهت المباراة ب (11)، مما أغضب كثيرا الجمهور السطايفي الذي كان يرى أن حظوظ ناديه تضاءلت بكثير قبل لقاء العودة، لكن حنكة سعدان ودرايته بالأمر وتحضيره لكل الأمور الفنية والتكتيكية وخلال تواجدنا معه في ملعب 8 ماي 1945 تحدث معنا وقال: »النهائي يجري على مرحلتين وسنذهب الى الأردن ونعود بالكأس«، وفعلا كما وعد سعدان أنصار الوفاق حققت آمالهم وفاز أصحاب الزي الأسود والأبيض بالمباراة خارج الديار عائدين بالكأس. هذه محطات كانت بمثابة انتصارات للمدرب سعدان الذي يرسم في كل مرة الاستراتيجية التي تمكن الفريق من تحقيق الفوز في ظروف مواتية التي سيجدها في المباراة القادمة بالقاهرة.