تحفظت الجزائر على إعلان ائتلاف المعارضة السورية الجديد الذي تم تشكيله، مؤخرا، بالدوحة، فيما رحّبت به جامعة الدول العربية، ودعت جميع المنظمات الإقليمية والدولية إلى دعمه، في الوقت الذي استغرب فيه بعض الملاحظين من بيان الجامعة العربية الذي يشوبه اللبس، خاصة بعد إعلان قطر أن مضمون الأخير يعتبر اعترافا من الجامعة بالائتلاف. تزداد الأزمة السورية تعقيدا وغموضا، في ظل عدم الاتفاق والاعتراف بائتلاف المعارضة السورية الذي لقي ترحيبا من لدن الجامعة العربية، لكنه لم تصل إلى حدّ الاعتراف به اعترافا كاملا، كما دعت المنظمات الدولية والإقليمية إلى دعمه، واعتباره ممثلا شرعيا لطموحات الشعب السوري، ومفاوض رئيسي مع الجامعة. وفي المقابل، تحفظت كل من الجزائر والعراق على الفقرتين الثامنة والعاشرة من بيان الجامعة، والمتعلقتين بالاعتراف بائتلاف المعارضة السورية، والتدخل العسكري الخارجي وفقا للفقرة السابعة من ميثاق الأممالمتحدة، في حين أكد حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير الخارجية القطري، أن مضمون البيان يعدّ بمثابة اعتراف من الجامعة بالائتلاف. وفي السياق، دعا وزير الخارجية، مراد مدلسي، أطراف النزاع إلى التجاوب مع مجهود المبعوث الأممي العربي المشترك، الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، وجدّد دعوة الجزائر للحكومة والمعارضة السورية لوقف القتال، والتحلي بروح المسؤولية، والجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد الحلول الجدية والبناءة التي من شأنها إعادة الاستقرار للبلاد، والشروع في إعادة التعمير والتشييد. من جهته، أعلن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب والأوروبيين، بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، عن ترحيبه بإعلان كيان ائتلاف المعارضة السورية، ودعا المنظمات الإقليمية والدولية إلى دعمه لوقف الحرب التي تدفع بهذا البلد إلى أتون الفوضى والانهيار، وقال العربي إن ما يحدث في المنطقة العربية هو صحوة إنسانية. وفي شأن آخر، أكد العربي بأن القضية الفلسطينية مفتاح الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى أخذ مواقف أكثر فعالية للوصول إلى حلّ عادل لهذه القضية، وقال إن طلب السلطة الفلسطينية الحصول على صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة ''مشروع''، وأبرز العربي أن استقرار منطقة الشرق الأوسط وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، لن يتأتى إلا بتنفيذ إسرائيل للمقرّرات الدولية.