توقّع الخبير ودكتور الاقتصاد محجوب بدة، أن تتفوق الصين على فرنسا لتصبح أهم ممون للجزائر خلال السنتين المقبلتين 2014/2013 مشيرا بأن توقّعات السنة الحالية تكشف عن تجاوز حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والصين الى حدود 9 ملايير دولار. وأوضح بدة ل''الخبر'' أن حركية الشركات الصينية تمس معظم الدول الإفريقية وخاصة دول شمال إفريقيا التي كانت تعتبر أسواق تقليدية أوروبية وخاصة فرنسية. وبالتالي أضحت الصين منافسا قويا لأهم المعاقل الأوروبية والفرنسية بالخصوص في إفريقيا. مضيفا أن الصين ستتحول في غضون السنتين المقبلتين إلى أهم ممون للجزائر، متخطية فرنسا لأول مرة بالنظر الى نسب النمو العالية التي تسجلها الصين. ولاحظ محجوب بدة أن الصين سجلت عام 2012 صادرات باتجاه الجزائر بقيمة ستفوق 6 ملايير دولار. وبيّنت آخر الإحصائيات عن تسجيل 340, 4 مليار دولار خلال تسعة أشهر من السنة الحالية مقابل 826, 4 مليار دولار لفرنسا ومثّلت الحصة الصينية 40, 11 بالمائة من إجمالي ما تستورده الجزائر بنسبة نمو بلغت 04, 25 بالمائة، بينما سجلت الصادرات الفرنسية باتجاه الجزائر انكماشا بنسبة 27 ,8 بالمائة وإن مثلت الحصة 67 ,12 بالمائة، مع الإشارة أن الحصة الفرنسية التقليدية خلال السنوات الماضية كانت تتراوح ما بين 20 و21 بالمائة من إجمالي واردات الجزائر. ولاحظ الخبير أن الشركات الصينية تحظى بدعم مباشر من قبل الحكومة الصينية وأنها عازمة على التموقع، من خلال مزاوجة المقاربتين التجارية والاستثمارية على خلاف المنافسين الأوروبيين. كما أرست الصين شبكة من المتعاملين في المجال التجاري يكفل لها توفير منتجات أقل تكلفة وبأسعار تنافسية، مع تجاوز المشاكل اللوجستيكية على غرار بعد المسافة. وعليه، فإن الصين ستحوز على حصة معتبرة في كافة البلدان الشمال إفريقية، وهو ما لوحظ في مصر والمغرب، أين ارتفعت الحصة الصينية بصورة سريعة خلال الثلاث سنوات الماضية. ويفوق حجم المبادلات الصينية المغربية مثلا هذه السنة حاجز 3 ملايير دولار. وللتدليل على سرعة نمو الاقتصاد الصيني في منطقة شمال إفريقيا، أكد بدة ''لقد بلغ حجم المبادلات التجارية بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 2010 ما قيمته 46, 145 مليار دولار، بينما قدّرت ما بين الاتحاد الأوروبي ونفس المنطقة 3, 193 مليار دولار وفاقت المبادلات في 2011 قيمة 155 مليار دولار، بينما عرفت مع دول الاتحاد استقرارا نسبيا في حدود 190 مليار دولار، وهو ما يعني أن الصين ستتجاوز أوروبا في المنطقة قريبا.