اشتبك معارضون سوريون مسلحون مع مسلحين أكراد قرب الحدود التركية يوم الاثنين في أحدث علامة على صراع جديد على السلطة في شمال شرق سوريا المتنوع الأعراق. ويؤكد الأكراد سيطرتهم على مناطق من الشمال الشرقي مُستغلين انهيار قبضة الرئيس بشار الأسد في مساحات واسعة من سوريا في مسعى للحصول على الحكم الذاتي وعلى حقوق حرموا منها على مدار عقود في ظل حكم بشار ووالده الرئيس الراحل حافظ الاسد.ويخشى البعض من أن تفضي الصبغة الطائفية الآخذة في التزايد للانتفاضة المناهضة للأسد الى تفكك سوريا. ولكن أيا كان من يسيطر على السهول الكردية قبالة تركيا فسوف يسيطر على جزء كبير من احتياطيات سوريا من النفط الخام المقدرة بحوالي 2.5 مليار برميل. ويوم الاثنين دوى اطلاق النار في بلدة رأس العين الحدودية التي يقطنها خليط من العرب والاكراد والتي اجتاحها معارضون مسلحون غالبيتهم من العرب السنة في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني وقصفتها قوات الأسد في الأيام التي تلت ذلك. وقال سكان فارون إن القتال اندلع بين مقاتلين من الجيش السوري الحر وأكراد مرتبطين بحزب الاتحاد الديمقراطي وهو حزب كردي سوري مرتبط بمسلحين انفصاليين اكراد في تركيا. كما أورد نشطاء معارضون في المرصد السوري لحقوق الانسان تقارير بشان وقوع اشتباكات في الوقت الذي يواجه فيه المعارضون المسلحون مقاومة في زحفهم في معقل الاكراد بسوريا. وتساور الأكراد في المنطقة شكوك ازاء الجيش السوري الحر وما إذا كانت أي حكومة بعد الأسد يهيمن عليها الاسلاميون سوف تكون اكثر استيعابا لأكبر أقلية عرقية في سوريا. وقال المرصد ان ما لا يقل عن أربعة من رجال الميليشيات الكردية أصيبوا في القتال وأن قناصا من المعارضة المسلحة قتل بالرصاص عابد خليل زعيم المجلس الكردي المحلي في رأس العين.وأضاف ان الاصابات وقعت عندما شن معارضون مسلحون هجوما على نقطة تفتيش تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي في إشارة الى ميليشيات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي. وقال بعض السكان ان رجال ميليشيات كردية كانوا قد هاجموا منزلا يقيم فيه معارضون مسلحون وأن هناك احتجاجات ضد المقاتلين في المناطق المؤيدة لحزب الاتحاد الديمقراطي في رأس العين. ولم يتسن التحقق من الروايات من مصادر مستقلة. وبدأ المدنيون في التوافد على تركيا مرة أخرى حاملين متعلقاتهم عبر السياج الحدودي. وفر الالاف بالفعل من البلدة فيما زاد عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية الى حوالي 120 الفا. وتراقب تركيا الموقف عن كثب وتساورها مشاعر القلق من ان يؤدي وجود منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي في سوريا إلى تشجيع متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يحاربون من أجل الحصول على الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا. وقتل أكثر من 40 الف شخص في 28 عاما من القتال بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية. وتصاعدت وتيرة القتال خلال فصل الصيف وتتهم أنقرة الاسد حليفها السابق الذي أصبح خصما لها الان بتسليح المتمردين