تراجع الحزبان التقليديان بولاية تيزي وزو، الأرسيدي والأفافاس، بشكل ملحوظ رغم احتفاظهما بصدارة الترتيب من حيث عدد المقاعد في المجالس البلدية، وفسحوا بذلك المجال لصعود الأرندي والقوائم الحرة. سجلت ولاية تيزي وزو نسبة مشاركة في محليات أول أمس، بلغت 56 ,40 بالمئة بالنسبة للمجالس البلدية، ولم تتعد 50 ,36 للمجلس الشعبي الولائي. وسجلت أعلى نسبة مشاركة ببلدية آيت شافع وهي بلدية فقيرة، حيث بلغت 46 ,69، في حين كانت أدنى نسبة بأغنى بلدية وهي عاصمة الولاية التي لم تتعد بها 40,16 بالمائة. وفقد كل من الأرسيدي والأفافاس الأغلبية بولاية تيزي وزو، رغم احتلالهما للصدارة من حيث عدد المقاعد المحصل عليها، والأول تحصل على 294 مقعد، يليه حزب جبهة القوى الاشتراكية ب259 مقعد، وكانت انتكاسة هذين الحزبين فرصة للأرندي للصعود بالمنطقة، حيث حصد لأول مرة ما لا يقل عن 170 مقعد، أمام حزب جبهة التحرير الوطني الذي انهار هو الآخر بفقدانه لمكانته التقليدية بولاية تيزي وزو. أما الأحرار فقد حصدوا بمختلف قوائمهم 136 مقعد في مختلف المجالس، علما أن الكثير من المترشحين في القوائم الحرة هم منشقون عن أحزاب سياسية بمن فيهم المنشقون عن الأفافاس. وبخصوص الحصول على الأغلبية في المجالس الشعبية البلدية، فقد انهار كل من الأفافاس والأرسيدي، هذا الأخير خرج بأغلبية نسبية في 23 مجلسا بلديا فقط، في حين لم تتعد البلديات التي عادت الأغلبية النسبية للأفافاس فيها 10، وهي انتكاسة لم يسبق لهذين الحزبين أن عرفاها منذ التعددية الحزبية. أما الحركة الشعبية الجزائرية التي يرأسها عمارة بن يونس فقد تمكنت من حصد الأغلبية المطلقة ببلدية عين الحمام، مسقط رأس زعيمها الذي نشط تجمعه الشعبي الوحيد هناك، وخرج نفس الحزب بأغلبية نسبية ببلدية آيت يحيى بنفس المنطقة، وهي البلدية التي فقدها الأفافاس منذ مدة وهي مسقط رأس حسين آيت أحمد. وفيما يبقى عدد المجالس التي تحصلت عليها أحزاب على الأغلبية المطلقة يعد على أصابع اليد الواحدة، فإن الحاجة إلى تحالفات أصبحت ضرورة ملحة.