التلفزيون مسؤول عن مشكل وضعيات التسلّل فالصورة التي يقدّمها ليست واضحة لو يوجد دليل واحد يدين حكما على تعاطي الرشوة فسأكون أول من يطالب المسيّرين باللّجوء إلى العدالة رؤساء الأندية والمسيّرون لا يفقهون قوانين اللّعبة ومستعد لتقديم دروس لهم يتحدّث بلعيد لكارن، رئيس اللّجنة المركزية للتحكيم، عن الانتقادات التي تطال الحكّام الشبّان هذا الموسم، حيث بدا، من خلال الحوار الذي خص به ''الخبر''، بأنه لم يتأثّر لضغوط مسؤولي الأندية، معتبرا بأن جهل هؤلاء بقوانين اللّعبة وراء انتقادات الحكّام. هناك عدة انتقادات طالت الحكّام وطالتكم شخصيا، ما تعليقك على ذلك؟ ليس من عادتي الردّ على الانتقادات، ولا أريد الحديث عن الأشخاص. وما أقوله بأن الانتقادات لن تؤثّر عليّ، ولن تجبرني على تغيير السياسة المنتهجة، لأننا نسير بخطوات ثابتة نحو تشبيب سلك التحكيم، واليوم نملك عدّة حكام بارزين، ننتظر أن يخلفوا الدوليين مثل محمّد بنّوزة وجمال حيمودي. هل تقصد بأن الحكّام الجدد الشبّان في المستوى رغم الانتقادات؟ لا توجد أيّ أخطاء للحكّام محلّ الانتقادات، ومعظم الاتهامات التي تطالهم تتعلّق بعدم الإعلان عن ضربات جزاء أو وضعيات تسلل، على العكس، وحين نعيد معاينة أشرطة المباريات، نقف عند قرارات صحيحة للحكّام. ويجب أن يعلم الجميع بأننا شرعنا، منذ 2009، في عملية تكوين الحكام الشبان، وطلبنا من كل رابطة جهوية إرسال ما بين 30 و35 حكما رئيسيا ومساعدا، وقدموا من ثماني رابطات جهوية، عدا بشّار، وبعد فترة التكوين احتفظنا بقائمة تضم 135 حكم، وبرز بعدها حكام مثل غربال وبشير وحلالشي وسعدي وزروقي، فضلا عن حكام سابقين مثل ميال وزواوي وعاشوري وعوينة وغيرهم، فنحن نريد تغيير وجه سلك التحكيم في الجزائر، ونواصل سياسة التكوين، رغم كل الانتقادات. لماذا كل هذا التركيز على الدورات التكوينية؟ علينا متابعة الحكام وتصحيح أي أخطاء نسجّلها، ونعتمد على الصور الحية لأنها أفضل وسيلة لجعلهم يفهمون أكثر طريقة التعامل مع بعض اللقطات، ونحن نعتمد مثلا على صورة غزال وسواريز لتحديد ضربة الجزاء من لمسة يد، وهما لقطتان من مونديال 2010 اختارتهما ''الفيفا'' لتدريس هذا الوضع للحكام. تحدّثتم عن ضربات الجزاء، هل تعتقد بأن الحكام لا يخطئون في قراراتهم؟ لا أعتقد بأن ثمّة أخطاء، لأننا قمنا بمعاينة كل اللقطات محل الجدل، ويجب أن يعلم المسيّرون قوانين اللعبة وما تعلّق بلمس الكرة باليد داخل مربّع العمليات، فحين لا يقصد أي لاعب لمس الكرة باليد، حسب تقدير الحكم، فلا يوجد ضربة جزاء، حتى ولو كانت يده مرفوعة والقانون رقم 5 يتحدّث عن ذلك. ماذا عن وضعيات التسلّل؟ في هذا الإطار، ألوم مؤسسة التلفزيون على طريقة إخراجها للمباريات، فهي لا تستعمل وسائل كثيرة من أجل ضمان صورة جيدة لوضعيات التسلّل، وبالتالي فالمشاهد يعتقد، في بعض الأحيان، بأن اللاّعب يوجد في وضعية تسلّل بينما الحكم المساعد، الذي يكون في المكان الصحيح، يرى غير ذلك، وهو ما حدث في مباراة وفاق سطيف أمام مولودية الجزائر، والحكم الدولي المساعد حمّو لم يخطئ. نفهم بأن ضعف الإخراج التلفزيوني وراء ارتفاع الانتقادات بسبب وضعيات التسلل؟ هذا أكيد، فالصورة التلفزيونية هي التي تقطع الشك باليقين، وللأسف لا نجد صورا تلفزيونية من وضعيات صحيحة للفصل في مشكل التسلّل، لكن لدينا مراقبين أكفاء يقدّمون لنا تقارير مفصّلة وشاملة ونزيهة عن الحكام، ولم ندرس أي تقرير يدين الحكّام، فهدف وفاق سطيف الثالث، مثلا، شرعي ولا غبار عليه، لذلك أقول بأن الصورة الصحيحة هي التي تضع حدّا لكل الانتقادات والقراءات الخاطئة. وتتذكّرون لقطة الحكم بيشاري في مصر، فلولا الصورة التلفزيونية لما اقتنع المصريون بأن ثمّة فعلا وضعية تسلّل في لقطة الهدف الذي تمّ إلغاؤه. لكن الانتقادات المتواصلة من شأنها التأثير على الحكّام؟ صحيح بأن المسيّرين واللاّعبين والمدرّبين لا يساعدون الحكّام على أداء مهامهم، ففي كل صافرة يحتجّون على القرار وهذا غير مقبول. وأقول لهؤلاء جميعا، خاصة رؤساء الأندية، بأنني على استعداد لتخصيص دروس لهم حول قوانين اللّعبة، حتى يفقهوا أفضل قرارات الحكّام، فالجهل بالقوانين هو الذي يغذّي موجة الانتقادات لديهم، وهذا مؤسف جدّا. لكن هؤلاء يؤكّدون بأن الحكم الدولي يكون مميزا قاريا ويدير المباريات في الجزائر بطريقة سيئة، ما تعليقك؟ ما أقوله في البداية بأن ظروف إدارة المباريات قاريا ودوليا وبين ظروف إدارتها بالجزائر مختلف تماما، فحين تدير مباراة في الجزائر يحتاج الحكم إلى دبّابة للتصدّي لموجة الاحتجاجات، وفي خارج الجزائر لا توجد مثل هذه التصرّفات فيشعر الحكم بثقة أكثر، فطريقة تعامل اللاّعبين والمناصرين تكون لائقة ومحترمة، وهو ما يفسّر الفرق. لذلك أدعو الجميع إلى تسهيل مهمّة الحكّام، فالخطأ موجود في كل ملاعب العالم، لكن طريقة تعامل اللاّعبين والمسيّرين والمدرّبين والأنصار تختلف. تبدو راضيا عن الحكّام هذا الموسم.. أنا راض، لأن الحكام تألّقوا وأصبحوا اليوم أكثر شجاعة، بدليل أن البطولة الجزائرية تشهد، في المواسم الأخيرة، عدة انتصارات خارج القواعد، ولا يتحرّج الحكام في احتساب ضربات جزاء صحيحة في الوقت بدل الضائع للفرق الضيفة، هذا يؤكّد بأن هؤلاء يطبّقون القانون دون الرضوخ لأي ضغوط. لكن لا توجد حماية كافية للحكّام فوق أرضية الميدان، وحتى ''الفاف'' لا تضرب بيد من حديد والعقوبات تشجّع أحيانا على التمادي في الاحتجاج، ما تعليقك؟ لا يمكنني الحديث عن شيء ليس من اختصاصي، لكنني أعترف بأن ''الفاف''، بالمقابل، قدّمت كل الإمكانات لعصرنة سلك التحكيم، لكن على من يختار أن يصبح حكما عليه تحمّل تبعات ذلك والتحلّي بالشجاعة، والحكم الذي يخاف أو يتأثّر بالضغط ما عليه سوى الانسحاب، فقوة الشخصية مطلوبة. هناك من طالب برحيلك وحمّلك مسؤولية بعض ''أخطاء الحكام''، كيف تردّ على الاتهامات؟ لن أردّ على أي شخص، لأنني مقتنع بما أقوم به، ومثلما قلت، يتعيّن على المسيّرين، وكل الذين ينتقدون قرارات الحكام، الاطّلاع، أولا، على قوانين اللّعبة، وسأواصل العمل حتى نضمن، دوما، جيلا من الحكّام البارزين. وماذا عن الاتهامات التي تطال الحكّام بتعاطي الرشوة؟ من لديه دليل واحد على أن ثمّة حكما مرتش فأنا أول من أسانده للذهاب إلى العدالة، لكن إذا حضر الاتهام دون دليل فيتعيّن على كل شخص تحمّل مسؤولياته، وعلى الحكم إيداع شكوى والاتحادية أيضا. ولتعلموا بأن الحكام الجزائريين كانوا هذا العام الأكثر إدارة للمباريات القارية، ما يؤكّد بأن الحكم الجزائري من أفضل الحكام على المستوى القاري. رغم ذلك لم يدر أي حكم، منذ عهدكم، مباراة في المونديال أو نهائي كأس أمم إفريقيا.. نراهن على الحكم جمال حيمودي ليكون ضمن حكّام المونديال في 2014 بالبرازيل، رفقة الحكم المساعد عبد الحق إيتشعلي والمغربي أشيت، لكننا نراهن على جيل آخر من الدوليين، مثل مهدي شارف وسفيان بوستر وغيرهما، للتألّق قاريا ودوليا.