تناول الطعام بشكل جيّد أمر ضروري لصحّتنا، ولكنه ثبت بالدليل أن ذلك يساعد، أيضا، على الوقاية من بعض أمراض السرطان، بعدما أصبح من المعروف من أن الطريقة التي نأكل بها حاليا قد تلعب دورا كبيرا في التسبب بالإصابة بالسرطان، وهذا باستهلاك، وبشكل مفرط، لبعض الأطعمة مثل السكر والدهون واللحوم وبغض المواد الغذائية المصنّعة، وهذا قد يكون ربما راجع للتغييرات في أسلوب حياتنا ونظامنا الغذائي غير المتوازن وقلّة النشاط البدني. فتناول الطعام بشكل جيّد، باتّباع نظام غذائي متوازن ومتنوّع يساهم، قبل كل شيء، بنسبة عالية في الحفاظ على صحّتك، إلى جانب أنه يساهم، إلى حد بعيد، في منع ظهور بعض أنواع السرطان. الفواكه والخضروات الناس الذين لا يأكلون ما يكفي من الفواكه والخضروات، وحتى الحبوب الكاملة والبقوليات، لديهم مخاطر أعلى من أولئك الذين يستهلكونها بانتظام، فالفواكه والخضروات تحتوي على الكثير من المغذّيات والمواد المضادة للأكسدة والألياف الغذائية، وهي ضد السرطان. وتبقى أفضل طريقة لحماية صحّتك بتناول تشكيلة واسعة، فليس هناك فاكهة أو خضار تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي تحتاج إليها. وقد أظهرت دراسات أجريت لسنوات أن استهلاك خمس فواكه وخضروات، يوميا، يُخفض خطر الإصابة بالسرطان بمقدار مهم. وإذا كنت ممن يتّبع هذه القاعدة البسيطة فمن الأحسن أن تختار لك الفواكه والخضروات التي تحتوي على اللون الأحمر أو الأصفر أو الأخضر. السكر القاعدة الأساسية هي أن تأكل سعرات حرارية أقل وقيمة غذائية أكثر، فالسعرات الحرارية الفارغة الموجودة في الأطعمة المضاف إليها السكر تزيد من خطر السمنة، والتي هي سبب رئيسي لعدة أنواع من السرطان، لذا يجب الحد من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والمنخفضة من الألياف، أو نسبة عالية من الدهون. التقليل من الأطعمة المالحة والملح المضاف توخّى الحذر من مقدار الصوديوم الذي تحصل عليه في اليوم، وأن تولي اهتماما لكمية الملح المستهلك، كونه قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة. فيجب أن تدرّب نفسك على التقليل من كمية الملح، ولو بلا سبب صحي، والحد من استهلاك اللحوم الحمراء إلى أدنى حد ممكن، فلها نسبة عالية من الدهون المشبعة. النشاط البدني والسرطان من المستحسن الحفاظ على أسلوب حياة نشط بدنيا، بممارسة ما لا يقل عن نصف ساعة من المشي السريع أو نشاط مماثل في اليوم الواحد، ونشاط بدني معتبر (الركض، كرة قدم...) ما لا يقل عن ساعة واحدة في الأسبوع. وممارسة النشاط البدني بانتظام يساعد على منع البدانة والحفاظ على الوزن ضمن المعدّل الطبيعي، كما له دور حيوي في خفض مخاطر الإصابة بالسرطان. ونؤكّد، أيضا، على أهمية عدم التدخين وتجنّب التدخين السلبي. وإذا كانت هذه العادات موجودة في مرحلة الطفولة المبكّرة، يكون الأمر أسهل للحفاظ على الصحة، وتكون أكثر فعالية وفي الواقع، ليس فقط لمنع السرطان، لكن أيضا أمراض القلب والسكري والسمنة، من دون أن ننسى الرضاعة الطبيعية، كأحسن وقاية للكثير من الأمراض، ولا سيما السرطان.