قدّم الكاتب الصحفي والروائي حميد فرين، في أمسية أدبية بمكتبة ''عليلي'' بتلمسان، سهرة أول أمس، كتابه الأخير ''على دروب ذاكرتي..'' الذي أفرد فيه بورتريهات لأسماء معروفة، على غرار زعيم الأفافاس أيت أحمد، رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الفنانة وردة الجزائرية، رئيس تحرير جريدة ''الخبر'' المرحوم عثمان سناجقي... وغيرهم. استعرض حميد فرين عند توقيعه لكتابه الأخير ''على دروب ذاكرتي..''، الصادر عن منشورات دار القصبة بالجزائر، تجربته في كتابة البورتريهات، انطلاقا من أول كتاب تناول سيرة نجم منتخب الجزائر لكرة القدم في الثمانينيات لخضر بلومي، وقال: ''إن الكتاب بيعت منه عشرين ألف نسخة في ظرف قياسي''. وعرّج فرين، من جهة أخرى، على تجربته المهنية والحياتية في المغرب، حين اختار الهجرة وخوض تجربة صحفية احترافية خلال تسعينيات القرن الماضي، حيث احتك بصحافيين وكُتاب فرنسيين كبار. وعاد حميد فرين، الذي حلّ ضيفا على مكتبة عليلي بتلمسان، بدعوة من المعهد الفرنسي وبمساهمة من فندق رونيسانس، للحديث عن مؤلفه الأخير ''على دروب ذاكرتي'' أو ''على دروب الذاكرة''، والذي جمع فيه مجموعة مقالات على شكل بورتريهات، سبق له نشرها على صفحات جريدة ''ليبرتي''، تتطرّق لمسيرة أكثر من مائة شخصية، من مشاهير السياسة والفن والصحافة، وبعضها شخصيات بسيطة غير معروفة، حاول حميد فرين تقريبها إلى القارئ بأسلوب قال عنه ضيف مكتبة عليلي إنه أسلوب من النوع السهل الممتنع، من حيث توظيف الأدوات الفنية والأدبية، مضيفا أنه يستعمل في بعض الأحيان أسلوبا فلسفيا في صيغة المراقبة بالصمت. ولم يفوّت حميد فرين، وهو مسؤول اتصال، الفرصة للحديث عن الشأن الجزائري وحادثة عين أمناس، وقال إن الطريقة التي تعاملت بها السلطات العمومية مع أزمة رهائن تيفنتورين بعين أمناس، منتصف الشهر، من حيث التعاطي الإعلامي ''أكدت أننا لا نريد فعلا تغيير أسلوب وسياسة الاتصال بالبلد، وفق المعايير المتعارف عليها دوليا''، مضيفا أن بعض دول الجوار، وبإمكانيات أقل ماديا وبشريا، يحسنون تسويق صورة عن بلدانهم، مستشهدا بزيارته إلى أستراليا، حيث اكتشف أن الناس هناك يعرفون تونس والمغرب ولا يجهلون الجزائر، وحمّل المسؤولية لطوائف المجتمع الجزائري، من مثقفين وأدباء بالدرجة الأولى، والمسؤولين عن سياسة الاتصال بالبلد. حميد فرين يعتبر كتاب ''دروب على الذاكرة'' مسحا وتوثيقا ذكيا لمسار مهني لصحفي متمرس، في قالب فني وأدبي، تناول عديد الشخصيات التي حاورها أو كتب عنها أو تأثر بها حميد فرين. يقودنا في رحلة حميمية من زعيم الأفافاس أيت أحمد، إلى مرشح الرئاسيات ورئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، وحتى الفنانة وردة الجزائرية، وإلى الكرة مع مدرب الفريق الوطني لكرة القدم وحيد حاليلوزيتش، فمفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي، إلى الشاب مامي... وغيرهم. ولم يغفل حميد فرين عن تخصيص بورتريه للمرحوم عثمان سناجقي، رئيس تحرير جريدة ''الخبر''، والذي قال عنه ''قاوم الإرهاب بالقلم، وقاوم المرض والألم بالابتسامة''.