النفسانية فكراش: الطفل يلتقط أكثر من 21 لقطة عنف في مشهد تلفزيوني واحد وضع، مساء أول أمس، طفل يدعى ''م.ب'' لا يتعدى سنه ال 12 سنة، حدا لحياته شنقا داخل بيته العائلي الواقع بحي ذراع النيشان ''طريق القرنيني'' بعين وسارة، حيث وضع حبلا على رقبته بعد أن ثبّته في السطح ولم ينتبه أفراد عائلته، إلى أن وجدوه جسدا بلا حياة. تم نقل جثة الطفل الضحية إلى مستشفى مدينة عين وسارة قبل أن يتم تحويله أمس إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى الجلفة، بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة عين وسارة لإجراء عملية التشريح لتحديد أسباب الوفاة والتأكد من أنه لم يتعرض لأي اعتداء. من جانبها، فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الحادثة التي صارت حديث العام والخاص في المدينة، وهم يتداولون شهادات أقرانه من أبناء الجيران حول ما كان يقوله لهم الضحية من أنه كان يردد إعجابه بمسلسل تركي ومغرم ببطله ويقوم دوما بتقليد مشاهده. كما أكد هؤلاء ل''الخبر'' أن الضحية أخبر إخوته أيضا بأنه سوف يقوم بتجريب مشهد وضع الحبل على رقبته للتأكد من أنه سيموت أم لا، وأضافوا أن الطفل لم يعان من أي مرض أو مشاكل عائلية. التقليد دافع للانتحار ويقابل تكرار مثل هذه الحوادث بقلق كبير في أوساط الأخصائيين النفسانيين الذين يعترفون بوجود تأثير مباشر وسلبي لما تبثه القنوات التلفزيونية الأجنبية. وفي هذا الصدد، تقول مديرة مركز الأبحاث والتطبيقات النفسية الدكتورة سميرة فكراش، أن تأثير الأفلام على نفسية الطفل يبقى كبير جدا في ظل ضعف الرقابة والتوجيه من طرف الأولياء على المواد التي يتم استهلاكها. وتضيف فكراش أن الأولياء يتحمّلون مسؤولية تدهور الوضع النفسي لأبنائهم، ذلك أن ثقافة انتقاء ما يشاهده الأبناء أو التعليق عليها غير متوفرة في المحيط العائلي، الأمر الذي يعرّض الطفل إلى اضطرابات نفسية واجتماعية يمكن أن تؤدي إلى الانتحار. مبرزة أن الطفل يكون في مرحلة عدم الوعي بطبيعة هذا الانتحار الذي يبقى مجرد ''تجربة لما يراه الطفل'' كونه غير واع تماما بمفهوم الموت والحياة في تلك الفترة العمرية. وأضافت أن بعض الأطفال يندفعون لتجربة قدراتهم على التحمل وتكرار المشاهد التي تم التقاطها عبر شاشات التلفاز والسينما والانترنت، أو توجيه إعذارات لأوليائهم تعبيرا منهم على رفض واقع اجتماعي ما. وحسب فكراش، فإن الدراسات أظهرت أن الطفل يلتقط أزيد من 21 لقطة عنف في مشهد واحد من أفلام الرسوم المتحركة ممثلة في الإيماءات والإشارات والصور أيضا. فما بالك، تضيف المتحدثة ''بمشاهدة أفلام مدبلجة وأفلام بوليسية دون رقابة''. وعليه طالبت الأولياء بتحديد البرامج المسموحة لأبنائهم متابعتها والحرص على مصاحبتهم خلال المشاهدة لتمكينهم من فهم ما يشاهدون.