غياب الفريق الطبي المناوب وانعدام الأوكسجين سبب رئيسي في الحادثة أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة المحمدية بولاية معسكر، مصالح الأمن بفتح تحقيق في حادثة وفاة امرأة حامل حوّلتها المؤسسة الاستشفائية دحاوى دحو بنفس الولاية إلى مستشفى وهران بعد عجز طاقمها الطبي عن توليدها، لتتوفى مباشرة بعد وضع مولودها متأثرة بنزيف حاد. استمع محققو الشرطة لأقوال الفريق الطبي الذي أشرف على عملية التوليد، بعد اتهام والد الضحية الفريق الطبي المناوب، بارتكاب ''جريمة طبية'' في حق ابنته ذات ال28 سنة من العمر وأم لأربعة أطفال. وتقول الشكوى التي حركت بموجبها التحقيقات، أن الضحية التحقت بمصلحة التوليد على مستوى مبنى المؤسسة العمومية الإستشفائية دحو دحاوي بالمحمدية بتاريخ 7 جانفي الجاري، لوضع مولودها قبل أن يتحول الأمر إلى مشهد مأساوي، حيث اشتبه وكيل الجمهورية في وجود خطأ طبي تسبب في قطع شريان يقع أسفل حوضها نجم عنه تعرضها لنزيف دموي حاد، وخلّف إصابتها بغثيان وفقدان للوعي بعد وضع مولودها. وورد في الشكوى أيضا غياب طبيب مختص في التوليد يوم الحادثة، مستدلا بعدم التحاق خمسة أشخاص يمثّلون الفريق الطبي المناوب، بعملهم ليلة دخول الضحية للمؤسسة الاستشفائية، رغم أنهم كانوا مقيدين على قائمة العاملين في نظام المناوبة بالتاريخ المذكور أعلاه، مما اضطر القائمين على العاملين الاستنجاد بسيارة إسعاف كإجراء حتمي بغية تحويلها إلى المستشفى الجامعي بوهران في حدود الساعة الثالثة صباحا من اليوم الموالي في حالة ضعف بدني متقدم بسبب فقدانها الكثير من الدم، إضافة إلى عدم توفر قارورة أوكسجين لتمكينها من استرجاع التنفّس، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لحظة ولوج سيارة الإسعاف لمبنى المؤسسة الإستشفائية. وحسب تقرير طبي أعده الطبيب المقيم ''ب.أ'' من مستشفى وهران المؤرخ في 17 جانفي الماضي والذي تولى تشخيص حالتها أثناء إخضاعها للفحص بمصلحة الاستعجالات، فإن أسباب الوفاة كانت نتيجة قطع شريان الحوض، مما أفضى إلى إصابتها بنزيف دموي انتهى بفقدانها الحياة. والد الضحية حرص على أن يكون التحقيق مع الفريق الطبي المناوب بتهمة الإهمال الطبي المفضي إلى الوفاة. الإدارة تنفي مقابل ذلك، أكد مدير المستشفى في تصريح ل''الخبر''، أن الطاقم الطبي لا يتحمل مسؤولية وفاة الضحية، وأن القابلات قمن بعملهن أثناء عملية التوليد، رغم أن المستشفى يفتقر للأخصائيين وانعدام طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى، رغم المراسلات المتكررة للوزارة من أجل إرسال أطباء مختصين لتغطية العجز. مؤكدا بأنه قام بفتح تحقيق حول القضية. واتضح أن الطاقم الطبي لم يقصّر أو يتهاون في أداء واجبه. وبعد تسجيل مضاعفات أثناء عملية التوليد مصحوبة بنزيف دموي حاد، قرّر الطاقم الطبي تحويل المريضة إلى مستشفى وهران أين لفظت أنفاسها بمستشفى وهران بعد ساعتين رغم إضافتها كمية كبيرة من الدم. وأشار إلى أنه سلم التقارير الطبية حول الحادثة إلى مصالح الأمن في انتظار تحويل ملف القضية أمام وكيل الجمهورية، كما نفى نفيا قاطعا مسؤولية المستشفى في حدوث الوفاة.