وقدّم للحاكم النّصيحة على انفراد من غير أن يكون لك حظ أو مصلحة في نصحك إلاّ النّفع العام لدين اللّه وخلق اللّه ومنفعة الحاكم والوطن، وبيّن بنصيحتك ما يدفع السوء والشرّ عن الحاكم والأمة والوطن. وإياك والممالأة للحاكم والمداهنة والمدح المفرط، فإنّ ذلك مما يسقط هيبتك وكرامتك عنده، وإياك وإظهار الغضب عنده، فإنك بذلك تعرّض نفسك لغضبه وعدم الانتفاع منك، واحذر أن تذكر للحاكم نقصاً على أحد ممن يحبهم أو يكرمهم فإنه بذلك يكرهك ويحقد عليك، واذكر الحاكم دائماً بما قدّم من عمل فيه نفع العباد والبلاد. واجعل همّك الوحيد عند لقاء الحاكم الإسلام والتعريف به وإظهار جماله، وبيان كماله.