أعرف مهساس عندما اندلعت ثورة التحرير في 1954، وهو مناضل ليس فيه أي شك، وكان مع بن بلة في الخارج، لكن اسمه لم يظهر مع الوفد الخارجي المشكل من ثلاثة أسماء: أحمد بن بلة ومحمد خيضر وحسين آيت أحمد، والذي سمعناه أن مصطفى بن بولعيد التقاهم في سويسرا واتفق معهم على تفجير الثورة، فمجموعة الستة (بن بولعيد، بوضياف، بن مهيدي، ديدوش، بيطاط، وكريم بلقاسم)، كانت على اتصال مع مجموعة الثلاثة (بن بلة، خيضر، آيت أحمد). وكان مهساس مساعد بن بلة، وتولى قضية إيصال السلاح، وأتى عندنا إلى غار ديماو (الحدود التونسية الجزائرية)، وحضرت الاجتماع الذي عقده مهساس بسبب المشاكل الكثيرة التي وقعت بعد عقد مؤتمر الصومام (20 أوت 1956). وعندما اختطفت فرنسا الطائرة التي كانت تقل مجموعة الثلاثة (في 22 أكتوبر 1956)، فهمنا أن مهساس تحمّل مسؤولية بن بلة (في قيادة الثورة)، لكن عبان رمضان ومجموعة الصومام فرضوا أنفسهم، فهرب الرجل إلى ألمانيا. بعد الاستقلال، أصبح وزيرا للفلاحة (1963)، ثم عيّن عضوا في المكتب السياسي للحزب في مؤتمر 1964، وبعد إطاحتنا ببن بلة (19 جوان 1965) اخترناه ليكون معنا في مجلس الثورة، ثم التحق بالمعارضة في الخارج (1967)، وعندما تعاركت مع بومدين (أزمة 14 ديسمبر 1967)، التقيت معه في المنفى وشكّلت معه ومع قايد أحمد تنظيم (التجمع الوطني من أجل الديمقراطية والثورة)، لتوحيد المعارضة في الخارج والدعوة إلى إعادة مؤتمر الحزب الذي نظمه بن بلة في 1964، لأن ثلاثتنا كنا أعضاء في مجلس الثورة، ولكن هذه الدعوة لم يستجب لها لا محمد بوضياف ولا كريم بلقاسم ولا آيت أحمد. وعندما كنا في المنفى، قلت لمهساس ''كنا في وزارة الدفاع نقول عنك بن بليست (نسبة إلى بن بلة)''، فرد علي ''ولماذا لم تقولوا إنني محساسيست؟''. وبعد وفاة بومدين (ديسمبر 1978) وتولي الشاذلي بن جديد رئاسة الدولة (1980)، عاد مهساس من المنفى ودخل الجزائر بعدي بنحو شهر.