صدر عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كتاب ''المساجد والزّوايا في مدينة قسنطينة الأثرية'' للأستاذ كمال غربي، بهدف تعريف القارئ الكريم بتراثه وعلمائه الأفذاذ. وقسّم الباحث الكتاب الذي صدر في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ''2011، إلى أربعة أبواب، حيث استعرض رموز شعارات مدينة قسنطينة التي يرمز بعضها إلى ذوات محسوسة، كالحوت والفرس والقلعة، وبعضها إلى حوادث ذات أثر بارز في تاريخ المدينة، وبعضها إلى ظواهر طبيعية. تحدث في الباب الأوّل عن المراحل التاريخية التي مرّت بها قسنطينة، بينما تناول في الباب الثاني المساجد ودور العلماء فيها، بدءًا برسالة المسجد في الإسلام ونشأته وفضل بنائه ونشأة المساجد في قسنطينة، وترجمة لعدد من علماء المدينة، كالشيخ محمد بن عيسى الشاذلي البوزيدي والشيخ المولود بن الموهوب والشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين، وتأريخًا لأغلب مساجد المدينة، كجامع سيدي الكتاني وجامع حسن باي وجامع سيدي محمد بو عبد الله الشّريف، إلى جانب المساجد المندثرة، كجامع سيدي عمر الوزّان وجامع رحبة الصّوف وجامع سيدي الهواري. وتطرّق في الباب الثالث للزّوايا ودورها في مجال التّربية والتّعليم، وعلاقتها بالأوقاف ورؤية المستعمر لها، وأشهر الزّوايا الصوفية في العالم الإسلامي عمومًا وقسنطينة خصوصًا، كزاوية ابن نعمون والنجارين. بينما تناول في الباب الرابع والأخير المدارس الشّرعية، من العهد العثماني إلى العصر الحديث، من حيث تاريخ نشأتها، مستعرضًا أولى المدارس في العديد من الأقطار الإسلامية، كالمدرسة الكتانية التي أنشأها صالح باي سنة 1776م بقسنطينة، ومعهد عبد الحميد بن باديس، وترجم لمشاهير وفقهاء هذه المدارس والمعاهد. ودعا الباحث في خاتمة الكتاب وُلاّة الأمر للمحافظة على تراث مدينة قسنطينة الأثرية، من مساجد وزوايا وتاريخ وأدب وعلوم وغير ذلك.