أعلن اللّواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، بأن الشرطة ستشرع في ترسيم انسحابها من ملاعب كرة القدم، على أن تتكفّل الأندية المحترفة بتنظيم المباريات وحماية المتفرجين داخل الملاعب. لم يحدّد عبد الغني هامل، خلال اليوم الدراسي حول التنظيم الأمني للمقابلات الرياضية بمديرية الوحدات بالحميز، موعدا رسميا لانسحاب قوات الأمن، غير أنه قال ''الشرطة جاهزة للتسخير كقوة عمومية مخوّل لها قانونا التصدي لكل حالات التجاوزات إن وجدت، مع ضمان تدخل فعال على مستوى المنشآت الرياضية، أو بالتواجد بمحاذاتها، استعدادا لتنفيذ أي تسخيرة ضد المتجاوزين''. وكإجراء أولي لتمهيد انسحاب الشرطة من داخل الملاعب، حدّد هامل واجبات الأندية حين تشرع في تنظيم المباريات، مشيرا ''يبقى على عاتق الأطراف المعنية، الهيئات الرياضية ومسؤولي الأندية، فضلا عن مسيري المنشآت الرياضية، السعي لاتخاذ التدابير الأنجع والأمثل للتكفل بكل الأنشطة ذات الصلة بالتوجيه والاستقبال وحماية المتفرجين''، مضيفا ''بدءا من هذا الملتقى، ستدعم المديرية العامة للأمن الوطني رؤساء الأندية المحترفة والمنتخب الوطني بشرطيين: توكل لهم مهام مساعدة المسؤولين وتأطير الأنصار خاصة لدى التنقل''. وحرص اللواء هامل على القول بأن الأمن الوطني لم يتخل عن الأندية واللاّعبين، موضحا، في تصريح للإعلاميين: ''سنكون بجانبهم تحسبا لأي طارئ، ونحن مستعدون لتكوين المؤطرين الأمنيين وأعوان الحراسة''. وفي السياق نفسه، قال وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، خلال مداخلته بحضور رئيس ''الفاف''، محمد روراوة، ورئيس الرابطة، محفوظ قرباج، وعدد من رؤساء الأندية، بأن الدولة لها إرادة قوية لمحاربة العنف والقضاء على الظاهرة، مضيفا ''ندرس تجربة البلدان الأوروبية حتى نستفيد أكثر، ونتعامل بفعالية أكثر من ظاهرة العنف في الملاعب''.بينما قال محمد روراوة، رئيس الاتحادية: ''أول خطوة لمحاربة العنف في الملاعب تكون من الجانب التربوي، ويجب تسخير إمكانات مادية وبشرية للقضاء على الظاهرة التي تهدّد الشبيبة والرياضة''. واستعان المنظّمون، خلال اليوم الدراسي، بتجربة الفرنسيين والإسبان في محاربة العنف، حيث قدّم مدير الأمن العمومي، ومساعده بليون ومديرة التنظيم والأمن لنادي ليون، الخطوات العملية من أجل القضاء على ظاهرة العنف في الملاعب. واندرجت مداخلة الفرنسيين والإسبان في كيفية تعويض تواجد الشرطة داخل الملاعب بأعوان أمن، من خلال التأكيد على أن مسؤولية تنظيم المباريات ستقع على الأندية، المطالبة بالاستنجاد بأعوان ملاعب من شركات حراسة خاصة أو تابعين للنادي من ذوي الخبرة وتنصيب كاميرات داخل الملاعب ومتابعة المشاغبين وإبعادهم عن الملاعب، وعدم السماح لمن لا يحمل تذكرة أو بطاقة معتمدة من التواجد داخل الملعب وتكوين وحدات خاصة للأمن، تكون حاضرة في الملاعب لتقديم الدعم لأعوان الملاعب خلال أي طارئ، فضلا عن مجموعة من الإجراءات الأمنية والتنظيمية الأخرى. من جانبه، أعلن وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي، بأن انسحاب الشرطة من الملاعب ''سيتم بطريقة تدريجية، في انتظار صدور القانون المنظّم لهذا الإجراء، والذي يحمل جملة من الإجراءات العقابية''، بينما كشف اللواء هامل عن تسجيل، كل موسم، خسائر مادية وإصابات في صفوف الشرطة بسبب مباريات كرة القدم، مضيفا بأن الشرطة تبقى متواجدة خارج أسوار الملعب.