أخذت السلطة على محمل الجد تطورات مطالب شباب الجنوب، وبدأت سلسلة لقاءات مع أعيان ولايات الجنوب، في مسعى لتهدئة الشباب وتجنب أي انزلاق للوضع يمكن أن يفتح باب الاستغلال السياسي لمشاكل اجتماعية بحتة. التقى الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، عددا من أعيان منطقة تمنراست وأبلغهم نية الحكومة ترقية عدد كبير من أبناء الجنوب في مناصب مسؤولية محلية ووطنية، والاستمرار في مسعى التكفل بكافة الانشغالات الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة الجنوب. وطالب سلال أعيان الجنوب بلعب دورهم الحساس كحلقة وصل بين السلطات والشباب، وتلافي أي استغلال سياسي لمشاكل منطقة الجنوب. وقال النائب عن ولاية تمنراست وأحد أعيان منطقة الأهفار، محمود قمامة، ل''الخبر''، إن ''الوزير الأول أبدى تفهمه لكافة المشاكل التي تعاني منها منطقة الجنوب، وأكد أن تعيين وال لولاية إليزي من إليزي نفسها لأول مرة هي خطوة هامة على طريق فهم مشكلات الجنوب وحلها''، مشيرا إلى أن ''سلال أبلغنا أنه ستتم ترقية عدد من إطارات ولايات الجنوب إلى أمناء عامين للولايات ورؤساء دوائر ومسؤولين في عدة قطاعات في الجنوب''. وأضاف قمامة، الذي شغل منصب رئيس لجنة النقل والمواصلات في البرلمان، أن سياق اللقاء بالوزير الأول له صلة بالمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر بصفة عامة والجنوب بصفة خاصة، وراءها أطراف خارجية تتواطأ مع أطراف في الداخل، وتعمل على استغلال مشكلات الشباب في الجنوب كالبطالة، وتعمل من الحبة قبة''، مشيرا إلى أن ''ما يثار عن مسألة انفصال الجنوب، يظل دعايات مسمومة ومغرضة، تتزامن مع ما يجري في منطقة شمال مالي، لقد كافحنا بالأمس في الشمال والجنوب معا من أجل استقلال ووحدة الجزائر، وسنكافح اليوم معا من أجل الحفاظ على هذه الوحدة''. وتوجه قمامة برسالة إلى شباب منطقة الجنوب ودعاهم إلى الحس الوطني وتفويت المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر. وعن المطالب الاجتماعية المشروعة التي يرفعها شباب المنطقة، قال قمامة ''أنا لست ضد الشباب ومشكل البطالة هو مشكل عام يعاني منه شباب الشرق والغرب والشمال أيضا، وأعتقد أن الدولة تبذل ما في وسعها لحل هذا المشكل وكافة المشاكل العالقة في الجنوب، وأعتبر أن اختيار الوزير الأول عبد المالك سلال أن تكون ولايات الجنوب ورفلة وإليزي أول محطة يزورها في خرجاته بعد تعيينه، دليل على هذا الاهتمام، سلال عمل رئيسا لدائرة تمنراست وواليا لأدرار، وأبناؤه ولدوا في الجنوب، وهو يدرك حجم المسؤوليات ويفهم مشاكل المنطقة''. وعن سؤال حول الضرورات الملحة في الوقت الحالي لقيام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بزيارة إلى مدن الجنوب، قال قمامة إن ''الرئيس بوتفليقة يدرك مسؤولياته، والحكومة تقوم بتنفيذ توصياته الأخيرة المتعلقة بتنمية الجنوب وإتمام مشروع المياه الصالحة للشرب عين صالح - تمنراست والطريق الصحراوي وغيرها. وسيلتقي الوزير الأول عبد الملك سلال خلال اليومين المقبلين بممثلين عن فعاليات المجتمع المدني لولاية ورفلة وولايات الجنوب، والاستماع لانشغالاتهم الاجتماعية، وبحث آليات مساهمتهم في نقل مشاكل الشباب والتواصل مع السلطات المحلية والمركزية.